أبلغ الرئيس السوداني عمر البشير ثلاثاً من الزعماء الأفارقة أن لديه معلومات عن أن حكومة جنوب السودان تخطط لتقديم مزيد من الدعم العسكري إلى حركات التمرد المناهضة لحكمه، متهماً جوبا بعدم التجاوب مع الإنذارات التي وجهتها إليها الخرطوم، ما يضع علاقات البلدين مجدداً أمام مفترق طرق. وأجرى البشير محادثات في العاصمة النيجيرية أبوجا مع الرئيسين النيجيري غودلاك جوناثان وألكيني أوهورو كينياتا ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين ركزت على تطورات علاقات السودان ودولة جنوب السودان والقضايا الخلافية بينهما. وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي في تصريح صحافي إن البشير أبلغ الزعماء الثلاثة الجهود التي بذلها السودان من أجل التوصل إلى حلول للقضايا الخلافية مع جوبا وقدم شرحاً حول دعم جوبا للحركات المتمردة السودانية وعدم تنفيذها سحب قواتها من شمال خط الحدود مع السودان والجهود التي بذلها البشير للاتفاق حول تلك القضايا. وعن تهديد الخرطوم بقفل أنبوب تصدير نفط الجنوب، قال كرتي إن جوبا لم تقدم أي إفادات تدل على التجاوب مع مطالب الخرطوم في شأن إيقاف الدعم للحركات المتمردة على رغم اقتراب انتهاء مهلة الإنذار الذي قدّمته الحكومة السودانية (60 يوماً تنتهي في 9 آب (أغسطس) المقبل). وذكر كرتي أن البشير نبّه إلى أن جوبا، على رغم الإنذارات التي قدمتها الخرطوم، تواصل تقديم الدعم للمتمردين بصورة أكبر، موضحاً أن المعلومات المتوافرة لديهم تشير إلى أن حكومة الجنوب ستدفع بمزيد من الدعم للمتمردين خلال الفترة القليلة المقبلة. وأضاف كرتي أن رسالة البشير إلى القادة الأفارقة كانت واضحة لجهة أن قرار قفل الأنبوب، في حال تطبيقه، سيكون السودان قد اتخذه مضطراً وأنه سيتأثر جراء ذلك سلباً وسيفقد الكثير من الموارد. وأفاد بأن الزعماء الثلاثة أكدوا التزامهم بذل جهود في اتجاه جوبا من أجل تقريب وجهات النظر والتوصل إلى حلول بين الجارتين، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي التزم تسريع تنفيذ مقترح الوساطة الأفريقية بحمل جوبا على وقف دعمها الحركات المسلحة. وذكرت تقارير في الخرطوم أن جوبا استقبلت في الأيام الماضية كلاً من رئيس «حركة العدل والمساواة» جبريل إبراهيم والقائد العسكري لتحالف «الجبهة الثورية» عبدالعزيز الحلو، كما وصل إلى العاصمة الأوغندية كمبالا في التوقيت ذاته كل من رئيس الجبهة مالك عقار والأمين العام ل «الحركة الشعبية - الشمال» ياسر عرمان ورئيس «حركة تحرير السودان» عبدالواحد نور. ووفق التقارير ذاتها فإن قيادات «الجبهة الثورية» وحركات التمرد الدارفورية واصلوا التوافد إلى جوبا قبل انتقالهم إلى كمبالا لعقد لقاء طارئ.