واصلت الخرطوم تقديم مبادرات حسن النية تجاه جوبا، فعشية طرد أحد قادة المعارضة الجنوبية من العاصمة السودانية، وجَّه الرئيس عمر البشير باستئناف الصادرات الغذائية إلى جوبا فوراً، مستبقاً الترتيبات الخاصة بتنفيذ الاتفاقيات التي وقِّعت بين الجانبين مؤخَّراً بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وأكد حرص حكومته على تنفيذ كافة الاتفاقيات، وأنه سيتابع شخصياً وعبر نوابه ومساعديه ضمان حسن تنفيذ كل ما يلي السودان في تلك الاتفاقيات. وأبان أن الخطوة تأتي "تجسيداً لحسن النية وتأكيداً للجدية في الالتزام بما تعاهد عليه الطرفان، وحتى يلمس المواطنون من الجانبين نتائج الاتفاق ويجنون ثماره في أسرع فرصة ممكنة". من جانبه أبلغ سفير السودان لدى جوبا عضو الوفد الحكومي المفاوض مطرف صديق مسؤولى البعثات الدبلوماسية المعتمدين في الخرطوم بجدية ورغبة حكومته في بناء سلامٍ مستدام، وشدَّد على أن التزام حكومة الجنوب بواجباتها المتعلقة بالترتيبات الأمنية سيكون ضامناً لتنفيذ بقية الاتفاقيات. ودعا السفراء لإبلاغ حكوماتهم لدعم الاتفاق والسعي المشترك من أجل إيفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه السودان، وإعفاء ديونها عليه، كما حث الولاياتالمتحدة على رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه. وكانت جوبا قد أشادت بطرد الخرطوم لقائد الميليشيا الجنوبي جيمس قاي، واعتقال عدد من معاونيه أمس ووصفتها ب "الخطوة الجادة". ونفت في المقابل وجود أي قيادات معارضة سودانية في أراضيها، وأبدت استعدادها لتقديم المساعدة في حل المشكلة بين الحركة الشعبية في الشمال مع الخرطوم. وقال وزير إعلامها والمتحدث الرسمي باسمها برنابا بنجامين، في تصريحات صحفية: إن هذا الإجراء يعتبر خطوة جادة من جانب الخرطوم في إطار تنفيذ الاتفاق الذي وقعه رئيسا البلدين عمر البشير وسلفا كير الأسبوع الماضي. وأضاف "لا توجد معارضة شمالية مسلحة بدولة جنوب السودان ولا نسمح لها بالانطلاق من أراضينا ونحن جربنا الحرب عشرات السنين ولا نريدها أن تعود مرة أخرى".