علنت الإذاعة السودانية فجر الثلاثاء أن الرئيس عمر البشير ألغى زيارته التي كانت مقررة في الثالث من نيسان/ابريل إلى جنوب السودان للقاء رئيسه سلفا كير. وقالت الإذاعة "أعلنت الحكومة تأجيل زيارة الرئيس عمر البشير إلى جوبا بعد أن هاجم جيش جنوب السودان مجمع اهليلج النفطي" المتنازع عليه بينهما. ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) عن وزير الإعلام عبد الله علي مسار قوله إن تصريحات سلفا كير التي أعلن فيها استيلاء قواته على مجمع اهليلج النفطي "تعكس منتهى الحقد إزاء السودان وشعبه وقواته المسلحة". وقال الوزير السوداني إن جنوب السودان انتهج "الخداع والتضليل" عندما وقع على اتفاقات اثيوبيا، وأرسل وفدا الأسبوع الماضي إلى الخرطوم لدعوة البشير إلى القمة في جوبا. وأعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير الاثنين أن الطائرات والقوات البرية السودانية هاجمت الاثنين عدة مواقع في مناطق حدودية غنية بالنفط في جنوب السودان. وقال سلفا كير لدى افتتاح اجتماع للحزب الحاكم في العاصمة الجنوبية "هذا الصباح جاءت القوات الجوية (السودانية) وقصفت مناطق في ولاية الوحدة" مضيفا "بعد هذا القصف العنيف تعرضت قواتنا لهجوم من قبل القوات المسلحة السودانية وميليشيات". وأضاف "بعد هذا القصف المكثف، تعرضت قواتنا لهجوم من قبل القوات المسلحة السودانية ومن قبل ميليشيا". وأوضح أن قوات جنوب السودان ردت واجتازت الحدود مع الشمال وسيطرت على حقل نفط اهليلج الذي يطالب به الطرفان. وقال كير أيضا "إنها حرب فرضت علينا مجددا ولكنهم هم (المسؤولون في الخرطوم) الذين سعوا اليها". ولكن المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد حاول التقليل من أعمال العنف هذه. وقال إن "مواجهات محدودة" وقعت بين الجيشين على طول الحدود المشتركة. ومن ناحيته، قال المتحدث باسم جنوب السودان فيليب اغوير إن المواجهات كانت متواصلة حتى قبل ساعة من هبوط الليل. وأضاف "سقط ضحايا ولكن لا نملك كل المعلومات. وحسب آخر اتصال (مع القوات على الارض) وكان صعبا جدا فلا تزال المعارك مستمرة". وأعلن السودان الاثنين إجراءات ترمي إلى تعزيز الميليشيات المتمثلة بقوات الدفاع الشعبي قبل أسبوع من قمة متوقعة في جنوب السودان بين الرئيسين عمر البشير وسلفا كير في محاولة لخفض التوتر بين البلدين. وفي بداية آذار/مارس وبينما كان مراقبون ودبلوماسيون يحذرون من احتمال نشوب حرب بين الخرطوموجوبا، أمر الرئيس البشير ولاة كل الولايات بفتح معسكرات تدريب لمجندين جدد في قوات الدفاع الشعبي. وتدهورت العلاقات بين السودان وجنوب السودان منذ كانون الثاني/يناير عندما أوقفت جوبا إنتاجها النفطي الذي يمثل 98 في المئة من عائداتها، متهمة الخرطوم ب"سرقته". ويختلف البلدان بشأن قيمة بدلات العبور التي ينبغي أن تدفعها جوبا للخرطوم مقابل استخدام أنابيب النفط. وفي ختام جولة جديدة من المفاوضات في أديس أبابا في منتصف آذار/مارس، اتفق البلدان على عقد قمة بين الرئيسين للعمل على إحراز تقدم في مسائل العائدات النفطية والمناطق الحدودية المتنازع عليها، وهي أبرز مشاكل التوتر بينهما.