وصل رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور جون كيري السودان الليلة قبل الماضية ليمضي أسبوعاً في متابعة سير الاستفتاء المقرر بالتاسع من يناير الحالي. وهي ثالث زيارة يقوم بها للخرطوم منذ يناير 2009. والتقي كيري مسؤولين من الشمال وسيتجه الى الجنوب "للتشجيع على إجراء استفتاء هادئ، وعلى اتفاق أوسع بين الشمال والجنوب"، كما أفاد بيان لمكتبه. واعتبر كيري فور وصوله أن السودان في لحظة مفصلية، وأضاف أن التزام الولاياتالمتحدة حيال السودانيين سيستمر "إلى ما بعد الاستفتاء، أياً كانت نتيجته، في الوقت الذي نعمل فيه على تحسين الوضع الإنساني في المنطقة". وكان الرئيس السودان أكد خلال زيارة وصفت بالتاريخية للجنوب الثلاثاء التزام حكومة الجنوب بعدم السماح بوجود أي معارضة شمالية في الجنوب، بينما تعهد رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت بإبعاد قيادات حركات دارفور المسلحة من جنوب السودان. وقال البشير في المؤتمر الصحفي الذي عقده في نهاية زيارته لمدينة جوبا إن الطرفين اتفقا على المحافظة على الأمن والاستقرار بالمنطقة وتأمين المواطنين الجنوبيين في الشمال وتأمين الشماليين في الجنوب. من جانبها أعلنت حكومة جنوب السودان طرد جميع حركات دارفور المسلحة من عاصمة الإقليم جوبا. وقال رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت في مؤتمر صحفي في ختام زيارة الرئيس البشير لجوبا، إن حكومته اتخذت إجراءات طردت بموجبها حركات دارفور المسلحة من جوبا. وأضاف: "لا توجد معارضة من الشمال تتخذ من جوبا قاعدة لها". ولجأ متمردون من حركات دارفور إلى الجنوب، أبرزهم رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، كما تتهم جوبا، الخرطوم بدعم منشقين على حكومة الجنوب والجيش الشعبي، أبرزهم الجنرال جورج أطور. وجدد رئيس حكومة الجنوب التزام الطرفين بتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق السلام الشامل الموقع بنيفاشا في يناير 2005م.