توالت المواقف السياسية في لبنان من القرار الاوروبي وضع الجناح العسكري ل «حزب الله» على لائحة المنظمات الارهابية، وانعكاس الأمر على تشكيل الحكومة. واستغرب وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل القرار، كاشفاً في الوقت نفسه انه تم ارسال «رسائل تطمينية الى قيادة يونيفيل بأن لا اعتداء عليها»، مشدداً على «ان القوات الدولية مع الجيش اللبناني ضمانة للجنوب». وسأل شربل: «الدول الاوروبية كانت دائماً داعمة للاستقرار في لبنان، فما الذي غير الامور التي أدت إلى اتخاذ هذا القرار؟ وحزب الله حزب لبناني سياسي، معترف به رسمياً وله نواب ووزراء يعملون تحت اسم حزب الله، وهو حزب مقاومة ومن غير الجائز الكلام عن وجود جناح عسكري له، وهو حزب له مكونات أساسية في البلد، ويجب ان يكون ممثلاً في الحكومة». وحذر شربل في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» من «ان يتعكر الاستقرار في لبنان بشكل او بآخر نتيجة القرار الاوروبي». وقال: «الوقت غير مناسب لأن يتهم حزب الله بهذا الشكل لأن الوضع الامني غير مستقر وبحاجة إلى عناية فائقة»، لكنه استبعد «ان يكون القرار الاوروبي عقدة اضافية امام تشكيل الحكومة». اما وزير السياحة في الحكومة المذكورة فادي عبود فاعتبر «ان قرار الاتحاد الاوروبي قد يكون رسالة، غير أنه ليس مرتبطاً بتشكيل الحكومة»، مشدداً على تشكيل «حكومة قادرة على اتخاذ القرارات». ونبه الى «ان الفراغ الامني غير مستحب في أي ظروف كانت لأنه مضر بالبلد»، معتبراً «ان التعامل مع التمديد (لقائد الجيش اللبناني) بهذه السهولة غير مرحب به كلياً». وتمنى ان يتم «الغاء عمليات التمديد من قاموسنا لأن البلد لا يقوم على شخص». وأشار إلى «ان الرئيس سعد الحريري جزء أساسي من المجتمع اللبناني، ونحن لسنا ضد التعاون مع أحد». وأيد عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري «ما يراه رئيس الجمهورية ميشال سليمان مناسباً لمواجهة الفراغ في القيادات الامنية»، مشيراً الى «ان اقتراح القانون الموجود في المجلس النيابي يشمل كل القادة الامنيين ولكن هذا الاقتراح لا فرص لديه حالياً». واذ جدد دعم «تيار المستقبل» للرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام «في تشكيل حكومة تكون مقبولة من الجميع، بعيداً من التمثيل المباشر للقوى السياسية»، رأى ان «من مصلحة حزب الله عدم المشاركة في الحكومة، حرصاً على المصلحة اللبنانية ولكي لا يأخذ الانقسام حوله الى داخل الحكومة»، معتبراً «ان لا وجود الا للجناح العسكري في حزب الله». فرعون:اشتقنا للحزب المقاوم واعتبر عضو الكتلة المذكورة ميشال فرعون، ان «توقيت القرار الاوروبي سياسي، الا انه اتخذ من قبل 28 دولة ولا بد من انه يستند الى ملف جدي، وله تداعيات ليس فقط على الجناح العسكري لحزب الله بل على داعمين له وعلى اللبنانيين». ورأى في تصريح ان الحزب «فقد الشرعية الاسلامية الجامعة، والشرعية العربية والاوروبية بعد خرقه قواعد اللعبة الدولية، ومنها قواعد القرار 1701، وتدخله في الازمة السورية التي اصبحت أزمة اقليمية بامتياز، وتأثيره على مجريات الامور في سورية عبر اعتماد الحل العسكري». وأعرب عن اعتقاده بأنه «في حال انسحاب حزب الله من سورية قد يكون هناك تراجع عن القرار الاوروبي، على رغم جدية الملف». ورأى ان «ليس من مصلحة حزب الله، حصول اي تعرض للقوات الدولية، مع ما قد ينتج من ذلك من فتح جبهة جديدة مع اسرائيل». وقال: «اشتاق اللبنانيون لحزب الله المقاوم والمشارك، قبل حرب تموز، على طاولة الحوار». وعن التمديد لقائد الجيش، شدد على «أهمية تأليف حكومة لبحث مسألة التعيينات مع ضرورة تجنب الفراغ في المؤسسات، ما يبرر قرار التمديد لقائد الجيش من خلال قرار وزاري، كأهون الشرين، في ظل السجالات في مسألة التشريع وتوازن السلطات التشريعية والتنفيذية في فترة حكومة تصريف الاعمال». وتعليقاً على موقف النائب ميشال عون، قال فرعون: «نأسف لأن عون بات يتحرك وفق مصلحة صهريه الى حد الحاق الضرر بمصلحتهما ومصلحة الجيش، في حين ان حليفه حزب الله منشغل في قتاله في سورية وغير مستعد لتلبية بعض مطالبه التعجيزية، ومنها مسألة قيادة الجيش، وأصبحت مطالب عون احد ابرز اسباب عدم رغبة الحزب في خوض مسار تأليف الحكومة، اذ ان اولويته هي للمخاطر المحدقة بالمصالح الشيعية ولمخاطر الفتنة، كما اوضح الرئيس نبيه بري، وتتجاوز هذه المخاطر اليوم اهمية تلبية بعض مطالب الحليف». ودعا الى «حكومة انتقالية غير استفزازية، وهذا الامر خاضع لتقويم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف حول جدية التهديدات في حال اقدما على تأليف حكومة امر واقع». واعتبر عضو كتلة «المستقبل» خالد ضاهر «أن حزب الله كان ولا يزال يعمل ويحاول السيطرة على لبنان ووضع اليد على مقدراته خدمة للمشروع الايراني الفارسي الصفوي، وخدمة للنظام السوري»، معتبراً «ان حزب الله عطل البلد، وهم يرفضون تشكيل حكومة لانهم يريدون دويلتهم». وقال: «عندما أشرنا الى أخطاء في الجيش انما كنا نحذر من محاولات حزب الله أن يسيطر على الجيش وأن يعمل على زرع الفتنة في لبنان بين أهل السنة والجيش». وأضاف: «ألا يضحككم أن يتحدث حزب الله وأمينه العام عن التكفيريين وعن الارهابيين، وهم من يمارسون التكفير والارهاب والاجرام كل يوم في لبنان وفي سورية؟ أليس إرهابنا في لبنان ومنع تشكيل الحكومة عمل إرهابي وتكفيري؟ أليس دفع الرئيس الحريري الى الخروج من لبنان بسبب التهديد لحياته وبيته هو إرهاب؟». وأكد الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري خلال مأدبة إفطار، أن «ثمة من يرشق تيار المستقبل باتهامات فقط لأنه يريد إنقاذ لبنان من أزمته وحمايته في زمن المتغيرات التي تعصف بالمنطقة تحت سقف إعلان بعبدا، ولن نحكم على نيات أحد. نريد إنقاذ لبنان، ونعتبر ذلك مسؤولية وطنية مشتركة. لكننا لن نشتري بضاعة فاسدة، ولسنا في موقع مسايرة أحد، أو الرضوخ لمزاجية أحد، بل نحن في موقع من يحكم على ممارسات حزب الله التي تأخذ لبنان إلى الهاوية، وعلى سياسات حزب الله التي تقامر بمستقبل اللبنانيين، فهل تغيرت هذه الممارسات أو تبدلت؟ للأسف لا». وقال: «الانفتاح على الحوار ولا نضع شروطاً، ولكن أي حوار سينجح ما دام حزب الله مصراً على التحكم بمصائر اللبنانيين وأخذهم رهينة لمشروعه». مكتب عون وفي السياق، قال مكتب رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون في بيان انه «تردّد على ألسنة بعض السياسيين عبر وسائل الإعلام أنّ هناك خلافاً في التوافق على تعيين قائد جديد للجيش، ونذكر أنّ مجلس الوزراء لم يدعُ إلى جلسة ولم يجتمع، كما لم تجرِ أيّ مشاورات مع المعنيين في هذا الموضوع».