دانت إيران قرار الاتحاد الأوروبي وضع الجناح العسكري ل «حزب الله» على لائحة الإرهاب، واعتبر وزير الخارجية علي أكبر صالحي أنه «يتعارض مع كل الأعراف السياسية والحقوقية ويثير الدهشة وغير مقبول». كما دان بيان لوزارة الخارجية السورية «بقوة القرار والقوى التي وقفت خلفه لأنه يستهدف حاضر ومستقبل الأمة العربية والنسيج المقاوم فيها ويخدم المخططات الإسرائيلية في المنطقة». واعتبر البيان الذي وزعته وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» أن القرار الذي جاء «تلبية للمطالب الإسرائيلية والأميركية ضد حركة المقاومة في لبنان وبقية الدول العربية... يشجع العدوان والاحتلال». وأشارت الى أن الحزب «جزء أساسي من النسيج الوطني اللبناني ويتمتع بشعبية واسعة في لبنان ويشارك بفاعلية في كل ما يتعلق بالحياة السياسية اللبنانية ويقوم بدور إيجابي في تعزيز الوحدة الوطنية في لبنان الشقيق ما جعله هدفاً للدول والقوى التي لا تضمر الخير للبنان والأمة العربية». في موازاة ذلك، رحبت المعارضة السورية بالقرار الأوروبي، ودعا «الائتلاف» الى «محاكمة مسؤولي حزب الله بسبب جرائمهم في سورية». وقال مصدر أوروبي ل «الحياة» إن العقوبات التي قررها الاتحاد حيال الجناح العسكري للحزب تسري قبل نهاية الأسبوع الجاري «رداً على عملياته الإرهابية» في بلغاريا وقبرص، وسيتم تحديد أسماء من ستمنع عنهم التأشيرات الى أوروبا وتجميد الأرصدة، مشيراً الى أن المتورطين بالعمليات في بلغاريا وقبرص معروفون. وفي ردود الفعل المحلية على القرار، رأى رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن القرار «يعبر عن استخفاف بالعدالة ويشكل خدمة مجانية لإسرائيل». ودعا الاتحاد الأوروبي الى التراجع عن القرار. كما أبلغ سفيرة الاتحاد الأوروبي في بيروت أنجيلينا إيخهورست أنه «مؤامرة ليس على حزب الله فحسب بل تستهدف لبنان... واكتشفنا أنكم تصغون لإسرائيل وتضعونها فوق كل اعتبار». وأمل رئيس الحكومة المكلف تمام سلام بأن يتراجع الاتحاد الأوروبي عن قراره، معتبراً أنه لا يساعد في دعم جهود رئيس الجمهورية ميشال سليمان لإحياء الحوار الوطني، فيما أسفت كتلة «المستقبل» النيابية للقرار وعبرت عن قلقها إزاءه لكونه «يطاول طرفاً لبنانياً أساسياً كانت له تجربة وطنية كبيرة ساطعة في مواجهة العدو الإسرائيلي قبل أن تتحول بندقيته باتجاه الداخل اللبناني»، لكن الكتلة لامت «حزب الله» معتبرة أنه كان بإمكانه تجنب الوصول الى ما وصلت اليه الأمور وطالبته بسحب قواته من سورية. أما رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون فقال: «القرار أذهلني». واتهم دول الاتحاد الأوروبي بنقض حق الشعوب في تحرير أرضها المحتلة بكل الوسائل. على الصعيد الداخلي، عاد الى بيروت وفد تيار «المستقبل» برئاسة الرئيس السنيورة الذي زار جدة في المملكة العربية السعودية للتشاور مع زعيم التيار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري حول عدد من الأمور، أبرزها دعوة الرئيس سليمان الى استئناف الحوار وتشكيل الحكومة وملء الفراغات المحتملة في قيادة المؤسسة العسكرية. ورحبت كتلة «المستقبل» بالتوجه نحو «الحوار بخاصة في هذه الظروف الخطيرة والمصيرية»، مشيرة الى نيتها إجراء مشاورات مع حلفائها في قوى 14 آذار لاتخاذ موقف موحد، ومؤكدة «أولوية تشكيل الحكومة الجديدة في شكل ملح وعاجل ومن غير الحزبيين». وكان السنيورة التقى الرئيس سليمان قبل سفر الأخير الى واشنطن لإجراء فحوص طبية تردد أنها في العين وقد يجرى عملية جراحية بسيطة فيها. وقالت مصادر قيادية في «المستقبل» ل «الحياة» إن السنيورة أكد لرئيس الجمهورية ما كان أبلغه إياه الرئيس سعد الحريري في اتصال هاتفي أجراه معه بأنه يفوضه في أي صيغة يقترحها ويراها مناسبة للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان لمنع حصول فراغ في المؤسسة العسكرية. ولفتت الى أن دعوة سليمان الى استئناف الحوار لقيت ترحيباً من السنيورة على أن يسبقها تشكيل الحكومة الجديدة. وقالت إن رئيس الجمهورية متجاوب مع هذا الطرح ولديه قناعة بأن هناك ضرورة لتأليفها قبل الحوار، خصوصاً أنه كان تناول هذه المسألة عندما دعا الى معاودة الحوار. وأوضحت المصادر في «المستقبل» أن الحريري كان أجرى بدوره اتصالاً بالرئيس سلام أبلغه فيه استمرار تمسك فريقه بتكليفه رئاسة الحكومة رداً على ما نقل عن لسان الرئيس بري من أنه يدعو الحريري الى العودة وأنه مستعد لدرس الأمر.