تطل الممثلة اللبنانية كارلا بطرس في مسلسلين؛ الأول هو الجزء الثاني من «العائدة» حيث تلعب دور امرأة «تتاجر» بالفتيات وتستغل جمالها للوصول إلى مرادها، والثاني هو «نكدب لو قلنا ما منحبّش» حيث تلعب دور صديقة وحافظة أسرار ورد الخال ورفيق علي أحمد. «الدوران مختلفان تماماً، وأحببت كثيراً المشاركة في عملين غير متشابهين»، تقول كارلا، مشيرة إلى أنّها سعيدة جداً بالأصداء التي تسمعها عن هذين العملين. وتفصح بأنّ الكاتب شكري أنيس فاخوري عبّر لها عن إعجابه «بالصدام في شخصيتها» الذي لاحظه في أدائها في الجزء الثاني من مسلسل «إسمها لا» الذي كتبه بنفسه، لذلك أوجد شخصيةً تناسب هذا الصدام في «العائدة 2». صحيح أنّ كارلا بطرس لعبت أدواراً متنوّعة، ولكن يمكن ملاحظة أنّ أدوار الإغراء أو تلك التي تعتمد على جمالها الخارجي لها الحصّة الأكبر، فهل ترى أنّ المنتجين والمخرجين يرونها أكثر في هذا الإطار لأنها جميلة ولأنّها كانت عارضة أزياء وبالتالي تجيد شدّ الأنظار إليها؟ تجيب: «بعض الأدوار يتطلّب من الممثلة أن تُظهر أنوثتها إلى جانب أدائها الجيّد، فلا يمكنك أن تعطي دور إغراء لممثلة لا تملك مقوّمات الجمال والإثارة، وفي الوقت ذاته لا يمكن كلّ ممثلة جميلة أن تلعب دور الإغراء، لأنّ ذلك قد يوقعها في فخ الابتذال». ألا يزعجها إذاً أن تُسند إليها هذه الأدوار؟ تجيب بالنفي، معتبرة أنّ الله منحها نعمة الجمال الخارجي وتشكره عليها، وتؤكّد أنّها تركّز دوماً على استثمار هذه النعمة في شكلٍ صحيح كي لا تتحوّل نقمة، وتهرب من أن تدور كل الأدوار التي تلعبها في فلك الإغراء أو تتطلّب شكلاً جميلاً. «أعي أنّ الممثلة إذا لعبت دور إغراء فستنهال عليها العروض لأدوار مماثلة، وسيسارع الجميع إلى حصرها في هذا الإطار، لذلك كسرت هذه الصورة من خلال أدوار أخرى حيث لعبت دور أمٍّ حنون، وأعتبر أنّ دَوري في «نكدب لو قلنا ما منحبّش» هو خروج من إطار الإغراء». هل فكّرت كارلا، المعروفة بخفّة ظلّها، بتقديم برنامج ما؟ تفصح بأنّها ترغب بشدّة في هذا الأمر، لكنّ المشكلة التي تقف عائقاً هي مسألة الإنتاج. «أنا قادرة على تقديم برنامج في إطار مميّز وعفوي بأسلوبي الخاص، لكنّني بحاجة إلى جهة منتجة تتولّى الاهتمام بهذا الأمر». الإنتاج ليس العائق أمام خوض بطرس مجال التقديم فحسب، بل هو العائق أيضاً أمام ظهورها في عمل استعراضي ضخم، بعدما أثبتت قدرتها على هذا الأمر في مسرحية «شمس وقمر». وتخبر كارلا أنّها تلقّت تهنئة من مخرجين وكتّاب بعدما شاهدوها على المسرح، وفرحت جداً لأنّها حقّقت حلم الوقوف على المسرح، وتخطّت الرهبة التي كانت تشعر بها أثناء التمارين. هل هي راضية عمّا تقدّمه في الأعمال الدرامية؟ «أنا راضية حتّى الآن نظراً للظروف التي كانت سائدة، ولكن بعد الخبرة التي اكتسبتها وبعد الأدوار التي لعبتها، أعتقد أنّني سأبدأ النظر إلى الأدوار التي تُعرض عليّ بطريقة مختلفة». هل تعني أنّها لن تقبل إلاّ بأدوار البطولة؟ «لا، ليس هذا ما أعنيه» تسارع إلى القول، موضحة أنّها لم تهتم يوماً بتصنيف الأدوار بين بطولة أو غير بطولة، «ما قصدته هو أنّني لن أقبل إلّا بالأدوار التي تضيف قيمةً إلى مسيرتي، فأنا صرت أكثر نضوجاً في التمثيل، والمنتجون يدركون ذلك، وبالتالي سأنتظر أدواراً أصعب أو مساحات أكبر أو أدواراً تجيد استثمار مواهبي في الغناء أو الرقص أو الاستعراض، باختصار أنتظر أدواراً من مستوى جديد».