قد يغيب عن الساحة لفترة، لكنّ اسمه لا يغيب من أذهان الناس، بخاصّة مشاهدي الدراما اللبنانية. شكري أنيس فاخوري الذي اشتاق الجمهور إلى كتاباته ينهمك اليوم في كتابة نهاية مسلسل «اسمها لا» الذي بدأت محطة «تلفزيون لبنان» إعادة عرضه. المسلسل الذي توقّف عند الحلقة 59 حين أغلق «تلفزيون لبنان» أبوابه منذ نحو 11 عاماً ستُكتَب نهايته في بضع حلقات مقبلة، «ولا أعتقد أنّ عدد الحلقات سيكون كبيراً، فقد لا يتخطى ال15 حلقة، كتبتُ منها ثماني حتى الآن»، يقول فاخوري. آلية العمل في هذا المسلسل يعتبرها شكري سابقة فريدة من نوعها إذ لا يمكن إيجادها في أي عمل عربي أو حتّى أجنبي. «فمتابعة تصوير مسلسل بعد 11 عاماً من توقّفه أمر لا نصادفه كل يوم». ويوضح فاخوري أنّ 80 في المئة من الممثلين سيكونون هم أنفسهم، «مع تغيير في أشكالهم نتيجة تقدّمهم 11 سنة في العمر»، أمّا بطلة العمل كارول سماحة فرفضت متابعة التصوير، لذلك ستلعب دور البطولة الممثلة ندى بو فرحات. «ندى ممثلة لها ثقلها الفني لذلك رأيت أن إطلالتها في الحلقة 60 تحتاج إلى خبطة جديدة ترافق استبدال وجهٍ بوجهٍ آخر». سيُستبدل أيضاً بالممثل الراحل كمال الحلو الممثل عصام الأشقر الذي سيتابع لعب الشخصية التي أدّاها في الحلقات القديمة. «أتمنّى أن يبقى كل الممثلين الذي وافقوا على متابعة التصوير عند كلمتهم، وأقصد كارمن لبّس وألفيرا يونس ومجدي مشموشي وميشال تابت وكريستين شويري وشربل زيادة وألكو داود وجهاد الأطرش... وبقية الممثلين الذي يلعبون أدواراً أساسية في المسلسل». هذا العمل يأخذ من فاخوري جهداً كبيراً، على حد قوله، لأنّ عليه الحفاظ على النمط ذاته الذي بدأه منذ 11 عاماً، فلا يمكن المشاهدين متابعة 59 حلقة، ثمّ يفاجأون في الحلقة 60 بنمط جديد ومختلف. في هذه الأثناء يتابع فاخوري تصوير مسلسل «بلا ذاكرة» من إنتاج «أونلاين بروداكشن» لزياد شويري، ومن إخراج فؤاد سليمان، وبطولة نادين ولسن نجيم ومازن معضم ويوسف حداد، إضافة إلى ميشال أبو سليمان ومي صايغ ووليد العلايلي وعصام الأشقر وجناح فاخوري... وسيُعرَض على شاشة «الجديد». «الجمعة 7 ونص» هو عنوان فيلم سينمائي كتبه فاخوري كان من المفترض تصويره عام 2006، لكنّ الرقابة المصرية أوقفته آنذاك «لسبب غير مهم جداً». هذا الفيلم السياسي والتشويقي الزاخر بالأكشن والرومانسي كُتِب أساساً ليكون لبنانياً - مصرياً مشتركاً، مع العلم أنّه يمكن تحويله ليكون لبنانياً - سورياً أو لبنانيا - أردنياً... ويبقى السؤال: لماذا لم يبدأ تصويره بعد، على رغم تأكيد كاتبه أنّ حبكته لا تشبه أي فيلمٍ عربي سابق، وثقته بأنّ هذا الفيلم قادرٌ على الوصول إلى مراتب متقدمة في عالم السينما؟ الجواب هو نفسه دائماً في لبنان: «أنتظر مَن يقوم بإنتاجه»! أمّا الخبر الذي سيفرِح مشاهدين كثراً في لبنان فهو أنّ فاخوري، بناء على طلب محطة «تلفزيون لبنان»، سيبدأ بعد «اسمها لا» بكتابة مسلسل مفتوح الحلقات كما فعل أيام «نساء في العاصفة»، وقبله «العاصفة تهب مرتين». يفتخر فاخوري بهذه المهمة الملقاة على عاتقه، «لقد طلب منّي المسؤولون في المحطة أن أشارك اليوم في إعادة جذب المشاهدين إلى «تلفزيون لبنان» كما حصل عام 1994 حين بدأ اللبنانيون يجتمعون حول هذه الشاشة لمشاهدة الدراما التي كنّا نقدّمها». هل يعتبر فاخوري أنّ عدم عرض أعماله على «أل بي سي» خسارة له؟ يوضح أنّ لا مانع يحول دون عرض أعماله على «أل بي سي» بخاصّة أنّ مسلسل «بلا ذاكرة» كان سُيعرَض في الأساس عبر شاشتها، لكنّ التأخير الطويل الذي حصل والمماطلة التي أدّت إلى تململ الممثلين الذين كان اتفق معهم، ومن بينهم نادين نسيب نجيم التي وعدته بلعب دور البطولة، اضطراه أن يسحب المسلسل إلى محطة أخرى هي «الجديد»، لكن ذلك لا يعني أنّ التعاون مع «أل بي سي» انتهى. وهل يحزن فاخوري حين يرى أنّ الممثلات اللواتي أطلقهن في عالم التمثيل وحصلن بفضله على فرص للمشاركة في أعمال مهمة وللعب أدوار بطولةٍ ربما ما كنّ ليحلمن بها، ما عُدن يشاركن معه في أعماله؟ وهل اكتشف أنّ هذا المجال فيه الكثير من قلّة الوفاء؟ فاخوري الذي لا يُظهِر أي علامة استياء أو تأثّر سلبي يقول بهدوئه المعهود: «أنا لا أحزن ولا أغضب من أحد، فأنا أعرف أنّ السماء هي فوق، وهي التي تحضن النجوم، فما همّها إن نظرت النجمة إلى فوق أو إلى تحت؟ يكفيها أن تكون هي حاضنة الكل». فاخوري الكاتب الدرامي كيف يراقب اليوم الأعمال الدرامية على المحطات اللبنانية؟ يجيب بأنّ الأعمال كلّما كَثُرَت كان أفضل، حتّى لو كانت النسبة المئوية للأعمال الجيدة جداً أقل. ويرى أنّ ثلاثة مسلسلات جيدة من أصل خمسة ليست أفضل من 15 مسلسلاً جيداً من أصل ثلاثين، علماً أنّ النسبة في الاحتمال الثاني أقل، «ولكنّ 15 مسلسلاً جيداً ستنطبع في أذهان الناس وستجعلهم ينتظرون أعمالاً جيدة أخرى».