مَن يتابع مسلسل «باب إدريس» على شاشة «إل بي سي» لا بد أن يكون لفته أداء الممثلة دياموند بو عبود التي تلعب دور «شمس»، الراقصة التي تستفيد من جمالها لخدمة الثوار في وطنها. الأصداء التي سمعتها دياموند عن دورها حتّى الآن إيجابية، وهي تأمل بأن تبقى كذلك. رأي الناس قد يكون أحياناً مختلفاً عن رأي الممثل حيال أدائه بما أنّه يرى ما قد لا يراه المشاهدون ويعرف ما لا يعرفونه عن الكواليس، فما رأي دياموند في أدائها؟ تجيب مع ابتسامة على وجهها: «أحاول أن أشاهد كل حلقة مرتين، في المرة الأولى أشاهد العمل ككل فلا أستطيع التوقّف عند التفاصيل الصغيرة التي تتعلّق بي، أمّا في المرة الثانية فأتابعها بعين الناقدة الدقيقة في ما يتعلّق بأدائي، ويمكن القول إنني حتّى الآن راضية في شكلٍ عام عن الوضع». نسأل بو عبود إن كانت راضية أيضاً عن مسيرتها المهنية مع العلم أنّ كثراً يرَون أنّها تأخّرت في تقدّمها نحو أدوار البطولة، هي التي تخرّجت منذ نحو تسعة أعوام، فتسأل: «تأخّرت بالنسبة لِمن وبحسب أي مقياس؟»، وتتابع موضحة: «أنا غير مستعجلة وأفضّل المسيرة الهادئة التي أتقدّم بها لأنّها صحيّة أكثر ومبنية على خيارات أعتبرها صحيحة، فكلّ الأعمال التي شاركت فيها حتّى الآن أكسبتني خبرة وتجربة تؤهّلانني أكثر فأكثر لأدوار أكبر وأهم». وتنفي بو عبود اهتمامها بأدوار البطولة المطلقة متسائلة: «هل أظهر على الشاشة لوحدي لأكون البطلة المطلقة؟». وتوضح أنّ حجم الدور لا يهمّها بمقدار ما تهتم لنوعيته، «فيمكن أن يبقى الممثل طيلة الوقت على الشاشة من دون أن ينقل شيئاً إلى المشاهد، كما يمكن في المقابل أن يطل ممثل لدقائق قليلة يقول خلالها كل شيء». لكن ألا ترى دياموند أنّ الدور المهم الذي يُظهر حقيقة طاقاتها لم تحصل عليه بعد؟ توافق على هذه الفكرة مشيرة إلى أنّها تحاول من خلال كل دور تلعبه أن تُظهِر تفصيلاً جديداً يساعد في خدمة الشخصية، «في فيلم «شتّي يا دني» مثلاً عزفت على التشلّو، وفي «باب إدريس» رقصت، وحالياً أحضّر دوراً ألعب فيه دور فتاة مصابة بالشلل». عن هذا الدور تفصح أنّه ضمن مسلسل «روبي» من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج رامي حنّا وسيعرض على شاشة «أم بي سي»، وتجسّد من خلاله دور صبية تعاني شلل الأطفال فتتعرّف الى شاب مصري عبر الإنترنت وحين يأتي لرؤيتها وجهاً لوجه يُفاجأ بحالتها. إلى أي درجة تعتقد دياموند أنّ الممثلة في لبنان تستطيع التقدّم من دون أن تزاحم المتنافسات اللواتي قد يستولين على دورٍ يُفترض أن يكون لها؟ تجيب أنّها لا تزاحم أحداً على الأدوار، «بل أنا أزاحم من خلال الأدوار التي ألعبها فأقدّم أفضل ما عندي». ما هي نقطة قوّتها في التمثيل؟ تتفاجأ لهذا السؤال وتحاول التهرّب منه إلى أن تجيب في النهاية: «أعتقد أنّ نقطة قوّتي تكمن في أنّني أحاول أن أعطي كل دور ألعبه بُعداً ثانياً وثالثاً إذا أمكن فأحمِّل أصغر موقف أجسّده معنى ما أُظهره بطريقة معينة من خلال أدائي أو من خلال ملابسي أو أية وسيلة أخرى». دياموند التي توحي من خلال تعابير وجهها الهادئة أنّها تستطيع النجاح أكثر في الأدوار التراجيدية تعترض على هذه الفكرة مع ابتسامة عريضة قادرة على دحض هذا الرأي فتقول: «على العكس، أنا أجد نفسي كثيراً في الأدوار الكوميدية شرط أن تكون ذكية وغير مسطحة وسخيفة». وحين نوضح أنّ المنتجين والمخرجين يتأثّرون عادة بالأدوار التي ينجح فيها الممثل فيضعونه في خانة معينة يحصرون فيها كل العروض اللاحقة في التمثيل تقول: «أعتقد أنني قد أفاجئ كثراً إذا لعبت دوراً كوميدياً لأنّ ما لا تتوقّعه من المرء هو أكثر ما يعلق في ذهنك». على صعيد الإنتاج الدرامي اللبناني تعتبر دياموند أنّ المستوى بدأ يرتفع في شكلٍ ملحوظ، وترى أنّ عملية التنقية ستحصل تلقائياً فيتم الفصل بين الجيد والسيئ، «فحين يتابع المشاهدون أعمالاً جيّدة سيبتعدون حتماً عن تلك السيئة، بالتالي مَن يقدّم عملاً غير لائق سيقوم بجهدٍ إضافي كي يحسّن مستواه، وهكذا تتطوّر الدراما أكثر فأكثر». ترفض دياموند بو عبّود أن تضع نفسها في خانة محددة بين خانات الممثلات اللبنانيات باعتبار أنّها بذلك تكون قد علّبت نفسها، وحين نطلب أن تعطي صفةً للممثلة في داخلها تقول: «أكتفي بصفة الممثلة، فالتمثيل فعلٌ كبير ومهم وصعب، لذلك أحترم كثيراً كلّ ممثل يجيد تجسيد شخصية ما بطريقة صحيحة، وأعتبر أنّ صفة ممثل لا تحتاج إلى صفة ثانية تدعمها مثل: موهوب أو شاب أو جميل... إنها صفة تكتفي بذاتها».