احتلّت نادين نجيم عام 2004 عرش الجمال في لبنان فشدّت إليها الأنظار طيلة فترة ولايتها، لكنّ طموحها لم يتوقّف عند هذا الحد فقررت خوض مجال لا تنتهي مدة ولايته سريعاً إن عرف المرء كيف يدخله مثل مجال التمثيل. وبالفعل استطاعت أن تحتل عرش الشاشة الصغيرة منذ مسلسلها الأول «خطوة حب» فلفتت الأنظار إليها أكثر فأكثر، أنظار المخرجين والمنتجين والكتّاب كما أنظار المشاهدين والنقّاد. بعد نجاحها في دورها التمثيلي الأول كرّت سبحة الأعمال وآخرها مسلسل بدوي من إخراج حاتم علي عنوانه «أبواب الغيم» سيُعرَض خلال شهر رمضان وتلعب فيه دور ابنة الشيخ نايف وزوجة الأمير عوّاد وهي شخصية قوية عندها الكثير من الكبرياء والغرور، وتتحدث فيه باللهجة البدوية التي شعرت ببعض الصعوبة في أدائها في البداية لكنّها لم تلبث أن اعتادت على الأمر. كما تشارك في مسلسل سوري درامي من تسعين حلقة سيعرض بعد شهر رمضان عنوانه «رجال مطلوبون» تلعب فيه دور فتاة فقيرة انتقلت للعمل في دبي حيث تقع في حب صاحب الشركة المتزوّج وتسعى من خلال جمالها وذكائها إلى دفعه للزواج بها كي تكون علاقتهما بالحلال. ووسعّت نادين مشاركاتها التمثيلية حتّى وصلت إلى الأفلام السينمائية، إذ تلعب دور البطولة في الفيلم اللبناني «sorry mom» إلى جانب الممثل سامر الغريب من إخراج يوري مرقدي وإشراف باسم كريستو. أمّا عن مشاركتها في مسلسلات لبنانية فتقول نادين إنّ نصوصاً كثيرة عُرضَت عليها لكنّها تبحث عن نصّ يقنعها، وهنا يُطرح السؤال: ألهذه الدرجة صعب الوقوع على نصّ لبناني جيّد يلفت الأنظار ويقنع الممثل؟ تجيب: «في الواقع إنّ معظم النصوص التي قرأتها جيّدة لكنني أبحث عن عمل يوازي في معالجته وعمقه مسلسل «خطوة حب» لأنّ قبولي بعمل أقل مستوى هو تراجع منّي إلى الوراء، وأنا أسعى إلى التقدّم والتطوّر». توافق نجيم على أن انطلاقتها من نقطة متقدّمة في التمثيل مع نصّ مهم للكاتب شكري أنيس فاخوري صعّب عليها مهمّة اختيار الأعمال اللاحقة لأنّ مَن يبدأ من نقطة غير عالية بإمكانه بسهولة أن يجد نقطة أعلى ينتقل إليها، أمّا مَن يبدأ من نقطة عالية جداً فيصعب عليه الانتقال إلى نقطة أعلى لأنّ الخيارات تصبح أقل. نادين نالت جائزة ال «موركس دور» لهذه السنة عن فئة «ظاهرة العام في مجال التمثيل» فهل كانت تتوقع ذلك أم تفاجأت؟ «لا، لم أتفاجأ أبداً»، تجيب، «حتّى إني كنت أتوقّع جائزة أكبر مثل جائزة أفضل ممثلة لأنني لا أعتقد أنني قصّرت في شيء وقدّمت دوراً لم يقدّمه أحد في الدراما اللبنانية من قبل سوى الراحلة هند أبي اللمع». على رغم هذا التوقّع لم تحزن نجيم بسبب النتيجة بل نظرت إلى الأمر بإيجابية حيث رأت أنّ الحصول على كلّ شيء منذ البداية قد يضعف الطموح فلا يعود عند الإنسان الحماس للتقدّم أكثر، «ما زالت الحياة أمامي لأبرهن عن موهبتي في شكلٍ أوضح ولتقديم أعمال أهم وأكبر». في فترة قصيرة فُتِحت أمام نادين نجيم الممثلة أبواب عدة تتمنّى كثيرات مجرّد الاقتراب منها فهل تعتبر ذلك نتيجة حظّها الجيد؟ «بالطبع لا، بل نتيجة الكفاءة لأنّ الجميع بات يمثّل اليوم والكل يشارك في أفلام ومسلسلات، ولكن يبقى الفرق في أداء الدور، صغيراً كان أو كبيراً، ساسياً أو ثانوياً، وهنا تبرز الموهبة التي تميّز شخصاً من شخص آخر». بالحديث عن فكرة أنّ الجميع بات يمثّل اليوم، هل فكّرت نادين، عندما قررت التمثيل للمرّة الأولى، بملكات الجمال اللواتي سبقنها إلى هذا المجال حيث بعضهنّ فشلن وتعرّضن لنقدٍ لاذع؟ تجيب أنّها لم تفكّر بغيرها بل فكّرت بنفسها وبما تريد تقديمه وبما تشعر بأنّها قادرة على فعله وبما تملكه في داخلها لأنّها غير مجبرة على القيام بخطوة ناقصة... «وإن خطرت على بالي الأخريات اللواتي سبقنني إلى هذا المجال لا أفكّر في اللواتي فشلن بل باللواتي نجحن، وأفكّر في الآتيات من مجالات بعيدة من التمثيل وعلى رغم ذلك استطعن تحقيق نجاح كبير مثل نادي الراسي وسيرين عبدالنور وسواهما». يبدو أنّ بذور الموهبة كانت بدأت بالنمو داخلها قبل تصوير مسلسلها الأول لأنّها، على حد تعبيرها، لم تخضع لأية تمارين مسبقة بل قامت بتجربة أداء بسيطة أمام الكاتب شكري أنيس فاخوري فأعجب بها وأوصاها أن تحافظ على ثقتها بنفسها، وهكذا كان. «لم يكن أمامي سوى أسبوعين قبل بداية التصوير حضّرت نفسي خلالهما للدور وأخذت الأمور ببساطة، وأعتقد أنّ سبب نجاحي هو تعاملي مع الأمور من دون تكلّف ومن دون تعقيد». هذه العفوية أوصلت نادين نجيم إلى الدراما السورية التي تعتبر أنّها فرصة كبيرة، «حين يتم اختياري من مخرجين مهمين مثل نجدت أنزور وحاتم علي فيضعان ثقتهما بي أجد نفسي أمام مسؤولية كبيرة بخاصّة أنني أشارك في البطولة إلى جانب أسماء مثل غسان مسعود وقصي خولي وسلافة معمار وغيرهم من أبرز الوجوه في العالم العربي». وعلى رغم المعاملة الجيدة والعمل الجميل والنصوص المتينة التي تجدها نادين في سورية يبقى تمنّيها الأخير أن تقدّم في لبنان أيضاً أعمالاً ذات مستوى، «نحن بإمكاننا تقديم أعمالٍ قوية وهذا ما يجب أن نركّز عليه لأننا نملك كل المقومات المطلوبة».