قتل وجرح نحو 70 شخصاً موالياً للنظام السوري في هجومين منفصلين في وسط البلاد، فيما قتل وجرح عشرات المدنيين ب «براميل متفجرة» في شمال غربي البلاد. وتدخل رجال دين لوقف القتال بين «جبهة النصرة» و «جبهة ثوار سورية» في شمال غربي البلاد وسط نفي «النصرة» نيتها السير على خطى «داعش» في تأسيس إمارة بعدما اعلن التنظيم «خلافة» في شمال شرقي البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس بأنه «قتل ثلاثون شخصاً على الاقل من حراس الحقل والمسلحين الموالين للنظام عندما هاجم عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية (اول امس) الثلاثاء حقل شاعر للغاز والنفط في حمص» في وسط سورية». وأضاف: «هناك قتلى في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية، لكن من الصعب تحديد عددهم». وذكر ان الهجوم بدأ صباح امس واستمر الى ما بعد منتصف ليل الثلاثاء - الاربعاء، قبل ان تتوقف الاشتباكات العنيفة بين الطرفين لبعض الوقت، ثم تستعيد وتيرتها صباح امس في موازاة قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباكات، وتمكن تنظيم «الدولة الاسلامية» خلال الهجوم من السيطرة على اجزاء من هذا الحقل، وفق «المرصد». وأكدت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام تقدم «داعش»، مشيرة الى وقوع «معارك عنيفة بين قوات للجيش ومجموعات ارهابية مسلحة»، والى «تمكن المجموعات الإرهابية من السيطرة» على بئرين وتلة في المنطقة. كما ادت الاشتباكات وفق الصحيفة الى «مقتل وإصابة اعداد من الارهابيين وتدمير آلياتهم المجهزة برشاشات ثقيلة واستشهاد وإصابة عدد من عناصر الجيش». ونقلت «الوطن» عن مصدر عسكري قوله ان الاشتباكات استمرت حتى فجر امس «فيما تواصل قوات الجيش المدعومة بقوات الدفاع الشعبية العمل على استعادة السيطرة بشكل كامل على تلك المناطق ودحر الارهابيين منها وتأمين المنطقة كما كانت في السابق». وفي تموز (يوليو) الماضي، قتل نحو 350 من قوات النظام والمسلحين الموالين له وموظفي الحقل عندما شن التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق المجاور هجوماً على حقل شاعر، حيث جرى ذبح بعض هؤلاء والتنكيل بجثثهم. وتمكن حينها تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يسيطر على حقول للنفط في محافظة دير الزور في شرق سورية، من السيطرة على حقل شاعر لأسبوع، قبل ان يستعيد النظام السيطرة عليه. وفي شمال غربي البلاد، ناشد رئيس «المجلس الإسلامي السوري» الشيخ أسامة الرفاعي الفصائل المتنازعة في ريف ادلب ل «وقف القتال وحقن الدماء» وذلك على خلفية الخلاف الدائر بين «جبهة ثوار سورية» و «جبهة النصرة» في ريف إدلب والذي تطور الى معارك بين الطرفين. وطالب الشيخ أسامة الفصائل ب «الاحتكام الى شرع الله»، معتبراً أن المستفيد من هذا الخلاف هم «أعداء الإسلام وأعداء أهل السنّة». وكانت «النصرة» هاجمت معاقل «ثوار سورية» في جبل الزاوية ومعرة النعمان وسيطرت على عدد من القرى، ما دفع رئيس «ثوار سورية» جمال معروف الى سحب بعض المقاتلين من «جبهات القتال» ضد قوات النظام في معسكري الحامدية ووادي الضيف قرب معرة النعمان. وقالت «النصرة» في بيان إن قتالها «ليس لخصومة بين فصيلين، بل هو لرد الاعتداء ونصرة المستضعفين من المدنيين». وأضافت: «ما تقوم به الفصائل المجاهدة في ردِّ عادية جمال معروف نابع من كتاب الله عز وجل وسنّة نبيّه (صلّى الله عليه وسلّم)، وليست مسألة خصومة بين فريقين، وإنما ردّ لعدوان وإفساد شاركت في ردّه جميع الفصائل وما جبهة «النصرة» إلا إحداها، لكن يريد البعض أن يحصر الصراع في جبهة «النصرة» ليثبت للناس أن «النصرة» تسير على خطى جماعة الدولة وهذا قياس باطل؛ لأن جماعة الدولة هي التي بغت، والفصائل كانت هي الطرف الذي بُغي عليه، وهنا «جمال معروف» هو الذي اعتدى وبغى فشابه جماعة الدولة تماماً بذلك، بل وقصف بلدة البارة على رؤوس أهلها كما فعلت جماعة الدولة في الأتارب وغيرها». واستنكرت جبهة «النصرة» تشبيه البعض قتالها ضد معروف «بالسير على خطة تنظيم الدولة»، قائلة: «اذا كانت جبهة النصرة تسير على خطى جماعة الدولة، فهل جند الأقصى، ولواء أبي عمير التابع لكتائب أحرار الشام ولواء سيد الأحرار ولواء الخنساء التابعان لصقور الشام، وكتيبة ياسر نصوح والتي كانت بالأمس القريب مع معروف بالإضافة الى الكثير من جنود الفصائل المجاهدة الذين هبوا لنصرة المجاهدين والذود عن عموم المسلمين بغض الطرف عن تبعيتهم التنظيمية، وغيرهم العشرات من المجاهدين الذين لا ينتمون الى أي فصيل... كل هؤلاء الذين يشاركون الآن في ردِّ عادية معروف هم أيضاً يسيرون على خطى جماعة الدولة». وتابعت: «متى كان الانتصار للمستضعفين والذود عنهم وعن دمائهم وأعراضهم «دعشنة» أو سيراً على خطى جماعة الدولة». وأعلنت جبهة «النصرة» في البيان «براءتها من تنظيم الدولة وجماعة معروف»، قائلة: «نبرأ إلى الله من جماعة الدولة وجرائمها التي طالت دماء المسلمين الأبرياء وأفسدت الجهاد في الشام ورددنا عاديتهم علينا وعلى المسلمين، فإننا كذلك نبرأ إلى الله من معروف وجرائمه التي تفسد دين المسلمين ودنياهم ونرد عاديته علينا وعلى المسلمين». وقال «المرصد»: «نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في مدينة معرة النعمان وغارة اخرى على الجهة الغربية من ناحية سنجار بريف معرة النعمان الشرقي»، لافتاً الى انه «ارتفع إلى 10 عدد الشهداء الذين قضوا نتيجة قصف للطيران المروحي ببرميلين متفجرين على مخيم للنازحين بين شمال شرقي بلدة الهبيط الذي يضم نازحين من قرى في ريف حماة، في حين أُصيب العشرات بجروح، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، كذلك نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في غرب بلدة كنصفرة في ريف إدلب». في وسط البلاد، اعلنت سبعة تنظيمات تشكيل «غرفة عمليات كفزيتا الصمود» للدفاع عن المدينة ضد قوات النظام التي استعادت السيطرة على مورك المجاورة في ريف حماة المجاورة لريف ادلب. تفجير حمص في حمص المجاورة لحماة، قال «المرصد» في بيان: «استشهد طفلان اثنان وأصيب ما لا يقل عن 12 آخرين بجروح نتيجة قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في مدينة الرستن في ريف حمص. كذلك سمع دوي انفجار في مدينة حمص ناجم عن انفجار سيارة في منطقة الزهراء التي تقطنها غالبية من المواطنين من الطائفة العلوية في مدينة حمص. واستشهد رجلان اثنان نتيجة قصف لقوات النظام بالمدفعية وقذائف الهاون على مناطق في بلدة الزعفرانة في ريف حمص الشمالي». وأفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن 37 شخصاً بينهم اطفال جرحوا في انفجار سيارة مفخخة في حي الزهراء. وفي بداية الشهر الجاري تعرض حي عكرمة الموالي ايضاً للنظام الى تفجيرين، احدهما انتحاري، استهدفا تجمعاً طلابياً وأسفرا عن مقتل 52 شخصاً بينهم 48 طفلاً. وأثار هذا الهجوم موجة غضب في المدينة ضد المسؤولين الامنيين ومحافظ حمص، وسارت تظاهرات في شوارعها طالبت بإقالتهم. وأقالت السلطات السورية إثر ذلك كلاً من رئيس فرع الأمن العسكري في حمص العميد عبدالكريم سلوم ورئيس اللجنة الأمنية في المدينة اللواء احمد جميل، إلا ان محافظ حمص طلال البرازي رفض ربط قرار الإقالة بالهجوم. وتسيطر القوات النظامية السورية منذ بداية ايار (مايو) الماضي على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب حوالى ألفي عنصر من مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة بموجب تسوية بين ممثلين عنهم والسلطات إثر عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام على هذه الأحياء. وكانت حمص التي يطلق عليها الناشطون «عاصمة الثورة السورية» مهد التظاهرات الحاشدة ضد النظام السوري التي اندلعت كحركة سلمية في منتصف آذار (مارس) 2011 قبل ان تتحول الى نزاع مسلح اودى بحياة نحو 190 الف شخص ودفع الملايين الى النزوح عن منازلهم.