واصل الطيران السوري أمس غاراته على مناطق مختلفة في البلاد وسط اندلاع مواجهات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في شمال البلاد، في وقت اكد قائد احد ابرز الفصائل الإسلامية المعارضة عزمه على التوسط لوقف الاقتتال بين «جبهة النصرة» و «جبهة ثوار سورية» في شمال غربي البلاد. وقال قائد «لواء صقور الشام» احمد عيسى الشيخ (ابو عيسى) امس انه يسعى الى «وأد الفتنة بين جبهة النصرة وجبهة ثوار سوريا القائمة في الشمال السوري»، مشيراً الى وقوف فصيله على «الحياد الكامل ودعوته جميع الأطراف إلى التحاكم إلى شرع الله عن طريق لجنة مستقلة من أهل العلم الثقاة. لن تقف مكتوفة الأيدي، وستسعى جاهدة إلى وأد الفتنة وإيقاف حمام الدم». وكانت «النصرة» سيطرت على مناطق نفوذ «ثوار سورية»، ونفت انها تسعى الى اقامة «امارة» في ريف ادلب اسوة ب «الخلافة» التي اعلنها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال شرقي البلاد. ويعود الصراع بين «النصرة» و «ثوار سورية» الى آب (اغسطس) الماضي عندما دخلت «النصرة» إلى عدد من المناطق الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا في ريف إدلب ل «مكافحة الفساد والتهريب». وفي 27 الشهر الجاري، دخل رتل عسكري من «جبهة ثوار سورية» إلى قرية البارة في جبل الزاوية ل «إلقاء القبض على عناصر منشقّة عنه ومطلوبة لمحكمته بدعوى تسليم سلاحها التابع للجبهة». وقال موقع «الدرر الشامية» امس: «ما زاد الأمور تعقيدًا أن الرتل المقتحم أكمل تمشيط البلدة مستهدفًا في حملته عناصر تابعين لأحرار الشام وجبهة النصرة على حد سواء ما دعا تلك الأطراف للهرب إلى بلدة كنصفرة المجاورة، وعندها قام الرتل بملاحقتهم، وحصلت اشتباكات. وقامت «النصرة» باستقدام تعزيزات كبيرة، تمكّنت من السيطرة على بلدة كنصفرة والبارة وعدد من البلدات المجاورة، ليشهد اليوم الثاني هجومًا من قِبَل جبهة ثوار سورية على بلدة البارة بقذائف الهاون، في محاولة لاستعادة السيطرة عليها، وجعْلِها خطَّ الدفاع الأول عن بقية المناطق». وأشار الموقع الى دخول فصائل اخرى في المواجهات بينها تنظيم «جند الأقصى» لمؤازرة «النصرة» وتمكن الطرفان من السيطرة على المحكمة التابعة ل «جبهة ثوار سورية» وعدد آخر من البلدات مثل إبلين وإبديتا وبليون وبلشون ليتطور الأمر ويشمل مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي. وانحاز لاحقاً قادة فصائل الى «النصرة». على صعيد آخر، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان الطيران شن امس ثلاث غارات على مناطق في محيط بلدة مرج السطان في الغوطة الشرقيةلدمشق و»أنباء أولية عن شهداء وسقوط جرحى، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مزارع مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية». وبين دمشق والأردن، قال «المرصد» إن «الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدتَي جلين والنعيمة في ريف درعا، فيما نفّذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في بلدة المزيريب. كما قصف الطيران الحربي منطقة الأشعري في ريف درعا، وغارة أخرى على قرية جبيلة البكار في ريف درعا الغربي، في حين استشهد رجلان اثنان من بلدة نصيب تحت التعذيب داخل سجون قوات النظام». كما قصفت مقاتلات النظام «مناطق في حرش صيدا الجولان وبلدة عين الزبدة، ومناطق في بلدة الحميدية في ريف القنيطرة» في الجولان. وشمل القصف أيضاً ريف حماة في وسط البلاد، اضافة الى «قصفت قوات النظام بقذائف مناطق في قرية عبطين في ريف حلب الجنوبي شمالاً»، وفق «المرصد» الذي أفاد بأن فصيلاً معارضاً دمّر بصاروخ عربة لقوات النظام تحمل رشاشاً ثقيلاً في قرية حندرات في ريف حلب الشمالي، و»أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام، في حين دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعّمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، على أطراف حي بستان الباشا شرق حلب، وأنباء عن خسائر في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها». الى ذلك، قال «المرصد» إن مسلحين اغتالوا قيادياً في لواء تابع ل «جيش الأمة» المعارض في الغوطة الشرقية بعد اسبوعين على استهداف قائد «جيش الأمة» بسيارة مفخخة واغتيال نائب التنظيم بإطلاق النار عليه في مدينة حرستا في الغوطة الشرقية.