استعاد المقاتلون الأكراد الذين يدافعون عن مدينة عين العرب (كوباني) الكردية السورية السيطرة على «شوارع وأبنية» في جنوبالمدينة الحدودية مع تركيا أمس إثر اشتباكات مع عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تمكنت وحدات حماية الشعب (الكردية) من استعادة السيطرة على شوارع وأبنية في جنوب عين العرب إثر اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية بدأت مساء الإثنين واستمرت حتى صباح اليوم (أمس)». في موازاة ذلك، ذكر «المرصد» في بيان إلكتروني أن وحدات حماية الشعب وقوات البيشمركة التي تقاتل إلى جانبها في المدينة قصفت أمس نقاط تمركز لتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي قصف بدوره مناطق عدة في عين العرب. كما نفذت طائرات التحالف الدولي- العربي ليلاً، وفق «المرصد»، ثلاث ضربات استهدفت تجمعات ونقاط تمركز لتنظيم «الدولة الإسلامية» في جنوب شرقي المدينة الواقعة في محافظة حلب الشمالية. وتتعرض عين العرب، ثالث المدن الكردية في سورية، منذ 16 أيلول (سبتمبر) إلى هجوم من تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق. ويقوم المقاتلون الأكراد في المدينة التي تبلغ مساحتها بين ستة وسبعة كلم مربع بمقاومة شرسة كبّدت التنظيم المتطرف خسائر كبيرة. وقُتل أكثر من ألف شخص معظمهم من عناصر هذا التنظيم في المدينة منذ بدء الهجوم عليها. ويأتي تقدم المقاتلين الأكراد بعد ساعات قليلة من إعلان قائدة القوات الكردية في المدينة نارين عفرين، أن قواتها «حققت تقدماً في كوباني»، وذلك خلال اتصال هاتفي معها أثناء اجتماع كردي في باريس. وشددت نارين عفرين، واسمها الحقيقي ميسا عبدو (40 عاماً)، على أن قواتها «ستحرر المدينة منزلاً منزلاً ونحن عازمون على سحق الإرهاب والتطرف»، في إشارة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف باسم «داعش». من جهة أخرى، قال رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» صالح مسلم على هامش هذا الاجتماع الذي عقد لدعم المدينة، إن «القوات الكردية تتقدم على الأرض في كوباني شارعاً شارعاً»، مضيفاً «التقدم بطيء لأن داعش فخخ المنازل التي انسحب منها (...) ولكن سنستعيد السيطرة على المدينة في وقت قصير جداً». واتهم زعيم «لاتحاد الديموقراطي» وهو الجناح السوري ل «حزب العمال الكردستاني» العدو الرئيسي لتركيا، أنقرة ب «مساعدة إرهابيي داعش». وأوضح من جهة أخرى، أن «جبهة النصرة»، الجناح السوري لتنظيم «القاعدة»، هددت بحشد تعزيزات حول مدينة عفرين الكردية السورية (غرب). وقال: «نخشى أن يكونوا يعملون على شن هجوم». وفي محافظة حلب، أفاد «المرصد» السوري بأن 14 مجلساً ثورياً في أحياء بمدينة حلب، إضافة لعدد من المستقلين، أعلنوا تشكيل «مجلس ثوار حلب»، عازين ذلك إلى ما تعانيه الثورة السورية من «تفرقة وتشتت في الرأي والجهود وما تمر به مدينة حلب بشكل خاص من صعوبات ومخاطر محدقة». إلى ذلك، أشار «المرصد» إلى فتح الطيران الحربي السوري نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في أطراف بلدة مسقان وعلى مناطق بمحيط قرية حندرات بريف حلب الشمالي، فيما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على قرية الوحشية بريف حلب الشمالي الشرقي. وأشار إلى مقتل مواطنين اثنين وجرح خمسة جراء سقوط قذائف على منطقة النيل التي تسيطر عليها قوات النظام في مدينة حلب. وفي محافظة حماة، أعلنت فصائل وألوية إسلامية وفصائل وألوية مقاتلة تشكيل غرفة عمليات «لتحرير بلدة مورك والدفاع عن مدينة خان شيخون» في ريف إدلب المجاور لحماة، وفق ما أورد «المرصد». وجاء في الإعلان أن الفصائل والألوية المشاركة في الغرفة «ترحب بالفصائل كافة التي ترغب بالانضمام إلى الغرفة للمرابطة والإعداد لعمل لاحق». وجاء ذلك في وقت قصف الطيران المروحي ب «البراميل المتفجرة» قرية الزكاة بريف حماة الشمالي، كما نفذ الطيران الحربي غارتين على قرية القسطل بناحية عقيربات في الريف الشرقي. وقصفت المروحيات بالبراميل المتفجرة أيضاً بلدتي كفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي، فيما دارت اشتباكات بين مقاتلين من طرف وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر في منطقة طراد اللحونة شمال مدينة سلمية بريف حماه الشرقي. كذلك قُتل عنصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» من مدينة حماة في اشتباكات مع قوات النظام في محيط حقل شاعر بريف حمص الشمالي الشرقي. وفي محافظة حمص، قصفت قوات النظام مناطق في مدينة الرستن فيما دارت اشتباكات بين قوات النظام وبين الكتائب الإسلامية على جبهة حوش حجو بريف مدينة تلبيسة، وفق «المرصد». وفي ريف محافظة القنيطرة، قصفت قوات النظام بلدتي الحميدية والرواضي، في حين فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على بلدة سرمين ومدينة بنش بمحافظة إدلب. أما في محافظة ريف دمشق، فأشار «المرصد» إلى مقتل رجل جراء إصابته في قصف لقوات النظام على مناطق في جرود القلمون. وفي محافظة دمشق، أكد «المرصد» تجدد الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في حي جوبر، وسط قصف لقوات النظام على الحي. وفي محافظة درعا جنوباً، أفيد بأن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مدينة بصرى الشام. أما في مدينة دير الزور بشرق البلاد، فقد تجددت الاشتباكات بين مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» وقوات النظام في حي الصناعة، وفق «المرصد».