قال عضو مسيحي في مجلس محافظة نينوى أن استعادة قوات «البيشمركة» مناطق في شمال وغرب المحافظة، من دون تقدم في البلدات المسيحية «مرتبط بأولويات تحكمها الجغرافيا والموقع الاستراتيجي». و أكدت الكنيسة الكلدانية رفضها أن تكون طرفاً في «خطة مشبوهة تستهدف تشتيت أبنائنا في بقاع الارض». وكانت قوات «البيشمركة» تمكنت من استعادة السيطرة على مدن وقرى، أبرزها ناحية ربيعة الحدودية مع سورية، غرب الموصل، وناحية زمار القريبة، فضلاً عن سد الموصل، وأقضية مخمور وكوير القريبة من أربيل، من دون تقدم يذكر في محور سهل نينوى الذي يقطنه االمسيحيون الذين فروا باتجاه المدن الكردية. وقال أنور هدايا ل»الحياة»، إن «عوامل عدة ساهمت في إعطاء الأولوية لتحرير مناطق دون غيرها، خصوصاً سهل نينوى، منها عدم وقوعه في موقع استراتيجي ذي تأثير عسكري، وصحيح أن قضاء تلكيف يقع قرب سد الموصل، لكن البيشمركة سيطرت على السد والمنطقة المحيطة كونهما نقطة محورية وسبق أن تم تحرير مناطق مخمور وكوير نظراً إلى خطورة موقعها وقربهما من اربيل، وكذلك ناحية زمار الغنية بالنفط وتتمتع بموقع استراتيجي لقربها من نهر الخابور ومن محافظة دهوك، وناحية ربيعة باعتبارها المنفذ او المعبر مع سورية». وأكد ان «تحرير مناطق سهل نينوى مرتبط ببدء حملة تحرير الموصل، وستكون أحد المحاور الرئيسية». إلى ذلك، أعلن رئيس هيئة حقوق الإنسان في حكومة إقليم كردستان ضياء بطرس ل»الحياة» عدم توافر «إحصاءات دقيقة عن أعداد اللاجئين المسيحيين في الإقليم، لكن التقديرات تشير إلى أن أعدادهم تقدر بين 120 إلى 130 ألف نازح، ويقيم اكثر من نصفهم في محافظة دهوك، وما نسبته 35 الى 40 في المئة في اربيل وتحديداً في ناحية عنكاوا، والباقون في حدود السليمانية»، وأضاف أن «الآلاف ما زالوا يبيتون في الخيم وواجهوا ظروفاً قاسية بسبب البرد والأمطار وهناك خطط لبناء منازل جاهزة وبناء ألف وحدة سكنية في اربيل، ومن المقرر بناء 23 ألف وحدة في دهوك، وهذا سيشمل جميع النازحين ، إضافة إلى ما تقوم به الكنائس وبعض المنظمات المحلية»، واستدرك: «لكن العملية تسير ببط شديد، وتفتقر إلى التنسيق لضخامة أعداد النازحين». واوضح أن «بعض النازحين يقيم في مبان غير مكتملة وبعض المؤسسات الحكومية كالمدارس، وهناك أعداد غير قليلة تقيم لدى أقرباء لها». وعن الموقف من الهجرة قال بطرس إن «الهجرة إرادة شخصية، سواء بسبب الاقتصاد أو الحروب، أما إذا كانت لأسباب سياسية أو بداعي إجراء تغيير ديموغرافي فإن ذلك يقتضي إيجاد الحلول». وبرّر توجه الأقليات الى أوروبا وأميركا «بسبب شعورها بالإحباط وما آلت إليه ظروفها، ولا يحق لأي جهة مهما كانت منعها من ذلك». الى ذلك، قال زعيم الكنسية الكلدانية لويس ساكو، في بيان إن كنيسته «تقود حملة لاستقطاب الجهد الدولي، لتخفيف معاناة النازحين وطرد قوى الظلام وإحلال السلام والامان في المنطقة، وندعو الكل ليرى ما قامت به الكنسية من استقبال للعائلات التي لجأت إليها من دون غيرها من المؤسسات».