ما فتئت شخصية الانتحاري الذي حاول الخميس الماضي اغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز تثير العامة، الذين تحيرهم دوافعه والظروف التي أملت عليه التشدد والغلو. وأكد صديق للانتحاري عبدالله عسيري يدعى سامي الشهري ل «الحياة» أن صديقه كان «دائم الصمت»، ووصفه بأنه لم يكن متعمقاً في علوم الشرع. وكان الشهري خلف منفذ محاولة الاغتيال الفاشلة على الأذان في مسجد صغير قرب منزل عائلة عسيري بعد اختفاء الأخير، وقال إن عسيري كان يرى حرمة الخروج على الحاكم، وكان يدعو لمن قام بتفجير مقر وزارة الداخلية ومجمع «المحيا» بالهداية. واعتبر الشهري أن «نقطة التحول» في حياة الانتحاري عسيري تتمثل في محاولة ذهاب شقيقه إبراهيم عسيري الذي يتصدر لائحة المطلوبين ال85 إلى العراق، وضبطه من السلطات السعودية، ثم خروجه من السجن بعد 9 أشهر خضع خلالها ل «المناصحة»، «إذ أصبح بعدها يستشهد بأقوال (الزعيم السابق ل «القاعدة» في العراق) أبو مصعب الزرقاوي، ويثني على أعمال زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن. وشدد الشهري على أن المسؤول عن انحراف «الانتحاري» هو شقيقه إبراهيم عسيري الذي «غسل دماغه»، وجرفه إلى عالم «الفئة الضالة» والفكر التكفيري.