كيف تلقيت خبر قيام عبدالله عسيري بمحاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف؟ - (كان اللقاء عصراً قبل بيان الداخلية) هناك اختلاف في اسم من قام بمحاولة الاغتيال بين الهذلي والعسيري، خصوصاً أن الداخلية لم تؤكد ذلك، فقد يكون إشاعة وفيه مضرة للرجل. هل كان عبدالله ذا اهتمام شرعي؟ - لم يتعمق في العلم الشرعي، وطلبه للعلم في فترة بسيطة، لكنه كان يعطيني كتاباً فيه أحاديث ومتون، لأسمع له. ما هي المتون الشرعية التي حفظها؟ - كان يعطيني مذكرات مصورة للأحاديث ليس معروفاً مؤلفها لكن فيها أسانيد. حول ماذا كانت الأحاديث التي يسمعها (العبادات، معاملات، الجهاد)؟ - أحاديث عادية ليس فيها ما يثير الانتباه. لم تسأله عن سبب حفظه الأحاديث من هذه المذكرات؟ - لم أتعمق معه في هذا الجانب، كان يعطيني الكتاب وأجلس أسمع له، لكنها أحاديث عادية، لا يوجد فيها ما يلفت الانتباه. هل كان حافظاً للقرآن؟ - لم يتم حفظ القرآن كاملاً، أذكر أنه وصل إلى سورة مريم. هل كان يميل إلى شيخ معين؟ ويتابع أطروحاته ويجد في نفسه قبولاً له؟ - لم يكن يميل إلى شيخ معين. كان في السابق يتابع كبار العلماء مثل الشيخ عبدالله بن جبرين والشيخ صالح الفوزان وغيرهما، بشكل عام كان مطلعاً، وإذا كان في جدال معين في موضوع كان لا يرجح رأياً... يذكر جميع الآراء من دون تعصب، ولم يكن لديه موقف مسبق من أحد العلماء. كيف كانت علاقتك معه؟ - أول ما أتيت للحارة كنت أصلي وأرجع إلى البيت، وبدأ ينصحني بحفظ القرآن وكان سبب حفظي له، ولم أكن أختلط مع الملتزمين. وكان يقول لي: «لماذا لا تحفظ شيئاً من القرآن، لو قدموك لتصلي بجماعة المسجد ماذا ستصنع؟» ما جعلني أحفظ القرآن وبعض المتون وكان يحفزني. هل كان عبدالله يحضر دروساً علمية في المساجد سابقاً؟ - لم يكن يحضر دروساً، لكن كان زميله في الحارة يحضر دروس الشيخ ناصر العمر في الفقه، وكان يذكر له ما يقوله الشيخ في الدرس كل يوم أحد. متى تغيّر عبدالله إذاً؟ - ما تغيّر إلا بعدما رجع أخوه إبراهيم الذي يكبره بثلاثة أعوام، وكان إبراهيم يحاول الذهاب إلى العراق في السابق لكن لم يتمكن وتم القبض عليه. ثم خرج من السجن وجلس لمدة 9 أشهر، وبعد خروجه من السجن، أصبح أكثر تطرفاً، كان في السابق يركز على الجهاد، وبعد السجن كان أكثر حماسة، اختفى في المرة الأولى ليذهب إلى العراق وبعد ما قبض عليه، وجلس في السجن وخضع للمناصحة خرج، كان يرى الجهاد في بلاد المسلمين لكن يرفض التفجيرات داخل بلاد المسلمين ويطمح إلى الذهاب خارج السعودية. ما الذي لفت انتباهك في أخيه إبراهيم؟ - أنا ليست لي علاقة قوية مع إبراهيم... وعلاقتي مع عبدالله، لكن كان إبراهيم يذكر أقوالاً عن السلف للخروج على الوالي ولتكفيره. هل كان عبدالله أو إبراهيم على اتصال سابق مع ناصر الفهد خصوصاً أنه ليس بعيداً عن بيتهما في السابق؟ - لا أدري والله... لكن لاحظنا في الأخير تغيبه عن الحارة، ولا ندري سبب ذلك، ولم نلاحظ شيئاً غريباً. هل كان عبدالله يلقي كلمات في المسجد عن الجهاد؟ - عبدالله كان مؤذناً (قبل أن يختفي بعام) في المسجد لمدة سنة، وكان يقتصر على قراءة كتب الأحاديث الدينية المعتادة في المساجد مثل «رياض الصالحين» ونحوه، وبعد ذلك ترك المسجد لي لأنه كان يدرس في كلية المعلمين (دراسات قرآنية)، وكانت محاضراته في المساء فلم يستطع التوفيق. تقول إن إبراهيم كان وراء تغيّر عبدالله... كيف لاحظت ذلك؟ - إبراهيم هو الذي غيّر عبدالله، لأنه بدأ يطرح لي آراء عن تكفير الحاكم، وكنت أقوله له آراء المشايخ في ذلك، لكنه لم يعد يثق بهم، ويرفض من يخالفه الرأي. هل كان عبدالله يعلق على حديث أخيه مثلاً بالإيجاب؟ - عبدالله بطبعه يصمت، ولا يحب الإكثار من الحديث. كيف ينظر إلى رموز «القاعدة» وزعيمها أسامة بن لادن؟ - كان يفتخر بأسامة بن لادن ويعده على حق وصواب، ولما رجع إبراهيم من العراق بدأ يذكر كلاماً للزرقاوي حول قلة المناصرين للدين، حتى بدأوا يستعينون بالنساء بعدما قلّ الرجال في الدول الإسلامية والعراق، وكان يقول أين نحن من هذا؟ هل تلاحظ أن عبدالله متابع للإنترنت وما يطرح فيه... أو القنوات الفضائية؟ - كان قليل الدخول للإنترنت، ومن ناحية القنوات لم يكن في بيتهم تلفزيون. كيف يتابع الأخبار؟ - من الصحف، ومن زملائه الذين كان معظمهم من خارج الحارة. هل كان يكثر من الذهاب إلى المخيمات البرية، إذ غالباً ما يتم تعلم السلاح فيها؟ - نعم يكثر من الذهاب إلى المخيمات، وكان حب الجهاد منذ زمن مسيطراً عليهم، من بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) تقريباً، وكانوا يكثرون من الحديث حول الاستشهاد في سبيل الله. هل كان يذكر رموز الجهاد السابق في أفغانستان مثلاً؟ - لا. لكنه يحب الجهاد بشكل عام، حتى إنه يحب المصارعة الشخصية (الروسية)، ويرى أنها نوع من الإعداد للجهاد. وكان لا يرى الخروج على الحاكم ولم يكن ذلك حاضراً في أطروحاته، كان يدعو لمن يقوم بتفجير «الداخلية» مثلاً أو «المحيا» بالهداية والصواب، إذ كان يعتقد هو وأخوه إبراهيم أن ذلك خطأ. ما سبب تغيرهما إذاً؟ - هناك من قاموا بغسيل دماغيهما. وإلا فهم يحبون الجهاد في خارج المملكة فقط، وإبراهيم بعد خروجه من السجن كان يرى تكفير ولاة الأمر والعلماء المؤيدين لهم لكن لا يؤيد التفجير هنا. وقبل أن يختفي إبراهيم في المرة الأولى، سعياً للخروج للجهاد في العراق، كان لا يرى التكفير ولا التفجير، وإنما يحب الجهاد فقط، لكنه ازداد تطرفاً بعد ما قبض عليه، وبعد أن خرج من السجن وجلس 9 أشهر كان فاقداً الثقة بالعلماء. قبل أن يخرج أي سجين لا بد من أن يخضع لبرنامج المناصحة، هل تلمس أن إبراهيم تأثر بذلك؟ - لا. ليس شرطاً أن يغيروا أفكاره، والبعض يؤيد كلامهم ليس عن قناعة لكن يريد أن يخرج. هل سبق أن قبض على عبدالله قبل ذلك؟ - عبدالله ليس له دخل، كان يحب الجهاد فقط، لكن لم يتم القبض عليه سابقاً. هل كان إبراهيم ينوي أن يرجع إلى الجهاد بعد أن خرج من السجن؟ - نعم وكان يصرح بالخروج، وليس مهماً لديه المكان الذي يجاهد فيه، يريد أن يذهب، سواء إلى العراق أم أفغانستان. قبل اختفائهما هل كانا يؤيدان التفجير (عبدالله وإبراهيم)؟ - لا، كان إبراهيم يتبنى التكفير لكن التفجير لا يتحدث عنه. وكان يرى أن العلماء مشايخ سلطان لذا فقد ثقته بهم، لكنه لم يحدد شيخاً بعينه، على رغم أن عبدالله في السابق كان يحب العلماء من قلبه ويسمع لهم. كيف يحبهم وآراؤه كلها ترفض هذه الأمور، وتحذّر من استغلال الجهاد؟ - صحيح، لكنه تعرّض لغسيل مخ.