تعهدت الولاياتالمتحدة أمس، مساعدة دول غرب أفريقيا «على المدى البعيد» في مكافحة فيروس «إيبولا». ووصلت سامانثا باور، المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة، إلى سييراليون أمس، بعدما التقت قادة دينيين خلال زيارتها غينيا حيث تفشى الوباء في آذار (مارس) الماضي. وقالت: «نحن معكم في هذا الأمر على المدى البعيد. علينا التغلّب على الخوف ووصمة العار المرتبطين بإيبولا». وأضافت: «أريد أن أقول لسكان غينيا، نيابة عن الرئيس (باراك) أوباما، إننا نقف معكم حتى النهاية، حتى نقضي على هذا الوباء المروّع في بلادكم. معاً يمكننا التغلب على الوباء، تغلّبنا على كل انتشار سابق لإيبولا وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا زدنا بدرجة كبيرة حجم تدخلنا ومشاركتنا». وقابلت باور ناجين من الفيروس أبدوا امتناناً للاستجابة الدولية للوباء. وقالت إحداهم للمسؤولة الأميركية: «إذا كنا نقف أمامك، فهذا بفضل ما فعلوه من أجلنا، إذ عرّضوا حياتهم للخطر، من أجل إنقاذنا». باور التي ستزور ليبيريا أيضاً، تعتزم كذلك زيارة مقر مكافحة «إيبولا» التابع للأمم المتحدة في غانا، والذي ينسق الجهود في غرب أفريقيا حيث تعاني غينياوليبيريا وسييراليون أسوأ تفشٍّ للفيروس، الذي تفيد منظمة الصحة العالمية بأنه أدى الى وفاة حوالى 5 آلاف شخص. في نيويورك، أعلنت مستشفى بلفيو أنها تفحص طفلاً عمره 5 سنوات كان في غينيا في الأيام ال21 الماضية، لاحتمال إصابته ب «إيبولا» بعد ارتفاع حرارته. تزامن ذلك مع إصرار حاكمَي ولاية نيويورك أندرو كومو ونيوجيرسي كريس كريستي على فرض حجر صحي على عاملين طبيّين عائدين من دول في غرب أفريقيا منكوبة ب «إيبولا»، على رغم ضغوط من البيت الأبيض، إذ قال مسؤول بارز في الإدارة إنها «أبلغت حكام نيويورك ونيوجيرسي وولايات أخرى مخاوفنا في شأن عواقب غير مقصودة لسياسات لا تستند الى العلم، على جهود مكافحة إيبولا في غرب أفريقيا». وأعلن كومو تفاصيل سياسة الحجر الصحي قائلاً إن نيويورك ستطلب من مسؤولي الرعاية الصحية أو المسافرين الآتين إلى نيويورك الذين تواصلوا مع أشخاص مصابين بالفيروس ويعيشون في الولاية، أن يبقوا في منازلهم 21 يوماً. وأضاف أن الموجودين في حجر صحي يمكنهم استقبال زوار ورؤية أفراد عائلاتهم خلال فترة العزلة، وتابع: «هذه حرب على فيروس في غرب أفريقيا. نحاول إيجاد توازن بين مساعدة (تلك المنطقة) والحماية والصحة العامة لسكان نيويورك». لكن مسؤولي نيوجرسي أعلنوا أن الممرضة كيسي هيكوكس التي وُضعت في حجر صحي بعدما عملت في غرب أفريقيا مع مصابين بالفيروس، أُطلِقت بعدما لم تظهر عليها عوارض المرض طيلة 24 ساعة. وكانت هيكوكس شكت في أسلوب التعامل معها، مهددة بمقاضاة الولاية. إلى ذلك، أعلنت استراليا تدابير هدفها تجميد استقبال مهاجرين من غرب أفريقيا، في محاولة لمنع انتقال الفيروس إلى أراضيها. وأبلغ وزير الهجرة سكوت موريسون البرلمان، أن الحكومة «تجمّد موقتاً برنامجها للهجرة، بما في ذلك البرنامج الإنساني، من الدول التي ينتشر فيها إيبولا». وتأتي هذه التدابير بعد فرض عزلة في مستشفى على فتاة عمرها 18 سنة وصلت إلى أستراليا من غينيا، إثر إصابتها بعوارض حمى. لكن تحاليل كشفت عن أنها ليست مصابة ب «إيبولا».