أعلنت الصين أمس، انها سترسل وحدة خاصة من الجيش لمساعدة ليبيريا في مكافحة فيروس «إيبولا» الذي اعتبرته مسؤولة اميركية «أخطر أزمة صحية عامة في التاريخ». وأفادت بيانات لمنظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض في الولاياتالمتحدة، بالاشتباه في إصابة شخصين بالفيروس بعد اتصالهما بطفلة تُوفيت في مالي الأسبوع الماضي بسبب اصابتها ب «إيبولا». وأشارت إلى أن الطفلة انتقلت من غينيا إلى مالي مع جدّتها وشقيقتها وأحد أعمامها، وأنها ربما اتصلت مع 141 شخصاً بينهم 57 لم تُعرف هويتهم. الى ذلك، قال لين سونغ تيان، المدير العام لادارة شؤون أفريقيا في الخارجية الصينية، إن وحدة الجيش التي تتمتع بخبرة في مكافحة تفشي فيروس «سارس» عام 2002، ستشيّد مركز علاج يضمّ 100 سرير في ليبيريا، وهو أول منشأة من نوعها في الدول الثلاث المنكوبة بالمرض (ليبيرياوغينيا وسيراليون) تقيمها وتديرها دولة أجنبية. وأضاف أن المركز سيبدأ العمل خلال شهر، لافتاً الى أن الصين سترسل أيضاً فريقاً طبياً عسكرياً يضمّ 470 فرداً، لمعالجة مرضى «إيبولا». وذكر انها المرة الأولى التي تنشر الصين في الخارج، وحدة كاملة من قوات مكافحة الأوبئة وطواقم طبية عسكرية. وقدّمت بكين حتى الآن 750 مليون يوان (123 مليون دولار) إلى 13 دولة افريقية ومنظمة دولية لمكافحة «إيبولا». وأعلن لين ان «الصين لن تكفّ عن المساعدة، حتى يُستأصل الوباء من غرب افريقيا»، علماً انها واجهت انتقادات لأنها لم تفعل ما يكفي، فيما قادت الولاياتالمتحدة جهوداً عالمية لوقف انتشار الفيروس الذي أدى الى وفاة حوالى 5 آلاف شخص. وعادت إلى نيويورك المندوبة الأميركية لدى الاممالمتحدة سامانثا باور، بعد زيارتها سيراليون وغينياوليبيريا. باور والوفد المرافق لها لم يتصلوا بأي مريض بالفيروس، لكن ضباط الجمارك وحماية الحدود قاموا لدى وصولها الي مطار جون كنيدي في نيويورك، بقياس درجات حرارتها، كما أجابت عن اسئلة في شأن وضعها الصحي. وستُبلغ السلطات الصحية في نيويورك بدرجات حرارتها مرتين يومياً خلال الأيام العشرين المقبلة، علماً ان فترة حضانة «إيبولا» تستمر 21 يوماً. وأشارت باور الى ان دولاً لم تضطلع بنصيبها في جهود التصدي للوباء، معتبرة ان قيوداً مفروضة على العاملين في مجال الاغاثة العائدين من بلدان غرب افريقيا، قد تردع آلافاً عن المساعدة. وأضافت: «نقف عند منعطف تاريخي. نواجه اخطر ازمة صحية عامة في تاريخنا. على رغم انه ما زالت هناك نواقص في ردنا الجماعي، فإن المساعدات الدولية والجهود المحلية التي باتت اقوى، بدأت تحدث فرقاً». في السياق ذاته، دعا «الاتحاد الوطني للممرضات»، اضخم نقابة للممرضات في الولاياتالمتحدة، الى اضراب احتجاجاً على رفض المستشفيات اتخاذ تدابير حماية كافية لمعالجة «إيبولا». وقالت روز آن ديمورو، وهي مسؤولة في النقابة: «نظراً الى رفض المستشفيات في البلاد ان تأخذ في الاعتبار ضرورة اتخاذ تدابير حماية قصوى اذا وصل أي مُصاب بإيبولا الى قسم الطوارئ، فستُسمِع الممرضات صوتهنّ في شكل اقوى». وأشارت الى ان حوالى مئة الف ممرضة سيشاركن في هذه التعبئة، في 11 و12 الشهر الجاري. الى ذلك، اعلن البنك الدولي صرف 100 مليون دولار اضافية لتسريع نشر مئات من العاملين الصحيين الاجانب في غرب افريقيا وتمويل انشاء مركز تنسيق للأمم المتحدة في غانا. ويرفع بذلك حجم تمويله الدول الثلاث المنكوبة الى أكثر من نصف بليون دولار.