تباين الطلب على المطاعم في شهر رمضان المبارك، وباتت المطاعم التي تقدم الوجبات الشعبية تستحوذ على الحصة الأكبر من الزبائن، وتشهد طلباً كثيفاً يبدأ من الظهر إلى قبل أذان الفجر، في حين تراجعت مبيعات مطاعم الوجبات السريعة بنسبة كبيرة، ويعزف عنها غالبية زبائنها في هذا الشهر. ويقول مالك عدد من مطاعم الوجبات السريعة فيصل السريح: «إن شهر رمضان أدى إلى انخفاض مبيعات مطاعم الوجبات السريعة بنسبة كبيرة تتجاوز 50 في المئة، بعد أن أصبح غالبية الزبائن يحرصون على تناول الوجبات العائلية المنزلية أو التوجّه إلى المطاعم الشعبية التي تقدم الوجبات الدسمة، كما تجذب موائد الإفطار الكثير من الزبائن»، مشيراً إلى أن غالبية طلبات الزبائن تأتي في وقت متأخر من الليل وقبل وجبة السحور. وأوضح في حديثه إلى «الحياة» أن الكثير من محال الوجبات السريعة تجبر موظفيها على الحصول على إجازاتهم وسفرهم خلال شهر رمضان الذي يعتبر من أقل مواسم السنة طلباً على الوجبات السريعة، مشيراً إلى أن الطلب يتجه بشكل كبير إلى المطاعم الشعبية والمطاعم الكبيرة التي تقدم مختلف الوجبات الدسمة للزبائن كأنواع الرز والمكرونة والشوربة وغيرها. وأشار إلى مطعم مجاور للوجبات الشعبية، وقال إن الطلب لديه ارتفع بنسبة كبيرة، وبخاصة في الإفطار الذي يحجم خلاله الزبائن عن مطاعم الوجبات السريعة. من جهته، أشار مورد ومدير مبيعات أحد مطاعم «المثلوثة» سليمان بكاش، إلى أن مطابخ «المثلوثة» تتحول إلى تقديم وجبات الإفطار المتكون من الرز والدجاج بدلاً من اللحم الذي تشتهر به هذه المطاعم بخلاف موسم رمضان، مؤكداً أن الكثير من الطلبات لم تتم تلبيتها خلال موسم رمضان جراء ارتفاع الطلب بأكثر من 30 في المئة، مرجعاً ذلك إلى تحول الطلبات اليومية من فردية إلى وجبات جماعية وبكميات الكبيرة. وعن ارتفاع أسعار وجبات الإفطار في وقت انخفضت فيه أسعار المواد التموينية المختلفة قال بكاش: «إن التنوع في الطلبات وزيادتها يدفعنا في كثير من الأحيان إلى طلب بعض الأنواع من مطاعم أخرى، وبالتالي يقل هامش الربح، كما أننا نتحمل خدمة التوصيل وضمان الجودة وتحمل الأخطاء». وعن أنواع وجبات الإفطار، قال إنها تتكون من ربع دجاجة مع الرز وقطعة سمبوسة وعلبة لبن صغيرة وخمس تمرات وشوربة، وقد يضاف إليها بعض القطع من الحلويات والفواكه، مشيراً إلى أن البعض قد يطلب نوعاً معيناً من الرز والدجاج تطهى بطرق معينة، وقد يرتفع سعرها قليلاً. من ناحيته، قال مشرف التغذية في إحدى الجمعيات الخيرية خلف العتيبي، إنه قام بالبحث عن مطاعم شعبية ومطابخ تقدم وجبات إفطار للصائمين بسعر مناسب، إلا أنه فوجئ بأن غالبية المطاعم التي تقدم ملحقات الإفطار مثل السمبوسة والشوربة سعرها مرتفع، فبعد أن كان سعر الوجبة الواحدة يتراوح بين 4 و 8 ريالات للوجبة، ارتفع بنسبة 25 في المئة، ليتراوح بين 6 و10 ريالات، وقد يصل بعضها إلى20 ريالاً. وأضاف أن بعض الجمعيات الخيرية وأهل الخير المتبرعين بتفطير الصائمين اتجهوا إلى التعاون في ما بينهم من خلال الاتفاق مع أحد المطاعم أو الطباخين، ويقوم هو بتجهيز الوجبات والاتفاق معه إما من خلال التعاقد التام أو بحسب الوجبات، مؤكداً أن التعاقد لا بد أن يكون قبل شهر رمضان بأسبوعين على الأقل، ويشمل التعاقد دفع مقدم مالي، وفي حال التراجع عن التعاقد يكون المبلغ المالي من حق صاحب المطعم.