عادت شكاوى المسافرين عبر منفذ سلوى، على الحدود السعودية القطرية، من «التأخير» في إنهاء الإجراءات، سواء في الجوازات أو الجمارك، إضافة إلى «تدني مستوى الخدمات» في مرافق المنفذ، ولا تبدو مقارنة المنفذ السعودي بنظيره القطري «أبو سمرة» لصالح الأول لا من ناحية الوقت الذي يمضيه المسافر في إنهاء الإجراءات، أو الخدمات التي تقدم له. وحتى سنوات قريبة لم يكن المنفذ القطري أحسن حالاً من نظيره السعودي، إلا أنه شهد «نقلة نوعية» بعد أن شُيد له مقر جديد بتصميم هندسي «حديث» يعبر عن تراث البلاد. واستعرض مسافرون خليجيون تحدثوا إلى «الحياة» السلبيات التي يعاني منها منفذ سلوى. وقال حمود الخالدي، الذي كان يهم بمغادرة المنفذ برفقة أسرته لزيارة أقاربه في الدوحة: «إن المنافذ، سواء البرية، أو البحرية، أو الجوية، تُعد واجهة البلاد لدى الزوار القادمين والمغادرين، ومصدراً مهماً لتكوين الصورة الذهنية لدى المسافر، ما يجعلها تحظى باهتمام كبير من قبل الجهات المسؤولة، وتشهد آليات العمل فيها عمليات تطوير متواصلة، وكذلك الشكل الخارجي والبنية التحتية والخدمات المتوافرة فيها». ويستدرك الخالدي، «إلا أن هذا لا ينطبق على منفذ سلوى؛ لذا أشعر بالخجل حين أرتاده، ويحدث ذلك بمعدل مرة كل شهر أحياناً. فمرافقه قديمة، ولا تخضع لعمليات صيانة أو ترميم، كما أن الوقت الذي يستغرقه المسافر لإنهاء إجراءاته طويل جداً، بخلاف الجانب القطري الذي أقضي فيه ربع الوقت الذي أقضيه هنا». ولم يخفِ القطري مشعل الداوود، تذمره من مستوى الخدمات التي تقدم في منفذ سلوى، مفترضاً به أن يكون «أكثر حداثة، ويستوعب عدداً أكبر من المسافرين»، لافتاً إلى أن المنفذ، وهو المنفذ البري الوحيد للقطريين، «يشهد حركة دؤوبة خلال عطل الصيف ونهاية كل أسبوع». وذكر أبرز سلبيات المنفذ المتمثلة في «بطء تنفيذ الإجراءات في أوقات الذروة، ويعاني كثيرٌ من المسافرين، من صعوبة إنهاء إجراءات سفرهم، حتى تحول المنفذ إلى عقبة نفسية، تواجه من يفكر في السفر براً»، منوهاً إلى ملاحظة المسافرين «سواء الخارجين من السعودية أو عائدين إليها، من وجود أسطوانة يرددها العاملون لتبرير تكدس السيارات وهي تعطل النظام». إلا أن مناور الهاجري، اعتبر أن أكبر سلبية يعاني منها المنفذ «قلة الكبائن النشطة في أوقات الذروة، فعلى رغم وجود أعداد كبيرة من المسافرين عبر هذا المنفذ، إلا أن الحركة هنا بطيئة جداً، على غرار جسر الملك فهد، الرابط بين السعودية والبحرين، الذي ينتقل عبره عدد كبير من الطلبة والموظفين والسياح من كلا الجانبين. إلا أن هذا التدفق يُقابل بأعداد قليلة من الكبائن النشطة التي تقوم بإنهاء إجراءات العابرين»، متهكماً على وعود المسؤولين بحل أزمة التكدس، لافتاً إلى أن «هذه الوعود لا تتغير، على رغم تغيّر الأوضاع والأحوال». وكشف أحمد السليماني، عن سلبيات أخرى، لافتاً إلى أن الطريق المؤدي إلى المنفذ، يعاني من «سوء التخطيط، ومستوى السفلتة فيه رديء وسيئ، وكذلك بقية الخدمات التي لا يبدو أنها تشهد عمليات صيانة وترميم»، مضيفاً «الطريق يتعرض إلى الإهمال، على رغم كثرة المسافرين حيث تعبر الشاحنات الكبيرة في المسارات المخصصة للسيارات الصغيرة»، مضيفاً أن «المنفذ يعاني من قلة الخدمات، مثل الفنادق ليستريح فيها المسافر». وطالب المسؤولين بضرورة «الاقتداء بالجانب القطري، إذ إن الإجراءات سلسلة وسهلة، إضافة إلى وجود خدمات مريحة، وواجهة متطورة تحترم آدمية العابرين». ولم يكن «التذمر» حكراً على المسافرين، إذ يطاول بعض العاملين في المنفذ من مدنيين وعسكريين الذين لهم معاناتهم الخاصة بهم. وأشار أحد الموظفين (تحتفظ «الحياة» باسمه)، إلى قلة الرواتب فهي «لا تتناسب مع حجم العمل المبذول، وبخاصة في الأعياد والمناسبات»، مضيفاً «نفتقد سكناً مناسباً لنا ولأسرنا، ولا يوجد هنا أي متنفس تقضي فيه الأسر والعاملون أوقات الفراغ»، موضحاً أن «الموظف بحاجة لتهيئة الأجواء العامة له، والحرص على راحته وتحفيزه، ليقدم أفضل ما لديه».