علمت «الحياة» أن مسلحين نفذوا هجمات ليلية متزامنة على معسكرات للجيش في أماكن متفرقة من شبه جزيرة سيناء، في ما بدا استعراضاً للقوة، الأمر الذي أثار مخاوف من مواجهات عنيفة بين الجهاديين وقوات الجيش هناك في حال اتخذت المؤسسة العسكرية قراراً بتنحية الرئيس محمد مرسي. وجاء ذلك في وقت شهدت مدن شمال سيناء استنفاراً أمنياً عالي المستوى للرد على أي هجمات قد تحصل. وكشف مصدر عسكري ل «الحياة» أن هجمات لمسلحين بدت منسقة تعرضت لها معسكرات للجيش في شبه جزيرة سيناء عقب خطاب الرئيس مرسي الذي ألقاه ليلة أول من أمس، وقبل ساعات من انتهاء مهلة أعلنها الجيش للاستجابة ل «مطالب الشعب». وأشار المصدر إلى أن مسلحين يستقلون سيارات ربع نقل كانوا يسيرون على مقربة من معسكرات الجيش ويطلقون وابلاً من الرصاص قبل أن يلوذوا بالفرار في المناطق الجبلية. وكشف تعرض الكتيبة السادسة «دفاع جوي» المتمركز على مقربة من مدينة رأس سدر، على الشريط الملاحي لقناة السويس (وسط سيناء)، لإطلاق نار من قبل مسلحين، فقابلتهم عناصر الجيش بإطلاق كثيف للرصاص الأمر الذي أدى إلى مقتل أحد المهاجمين لكن زملاءه حملوا جثمانه على عربة نصف نقل كانوا يستقلونها ولاذوا بالفرار. ولفت إلى أن الكتيبة الرابعة «دفاع جوي» وكتيبة أخرى لقوات حرس الحدود المتمركزتين في مدينة العريش (شمال سيناء) تعرضتا أيضاً لمثل تلك الهجمات المتزامنة. وقال المصدر: «منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في القاهرة والمحافظات المصرية وقوات الجيش في سيناء تتعرض لهجمات متفرقة، وعلى فترات يُسمع إطلاق كثيف للرصاص في المناطق الجبلية، فيما بدا محاولة لاستعراض القوة»، مشدداً على أن قوات الجيش كثّفت من وجودها ونشرت المكامن وكثّفت من الطلعات الجوية فوق المناطق الجبلية و «لن تسمح بترويع سكان سيناء من قبل من يسمون أنفسهم جهاديين». ويثير الوضع الأمني في سيناء خصوصاً قلقاً عارماً لدى المصريين، وتثار مخاوف من استخدام الجهاديين هناك في عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية، فيما تتهم المعارضة الرئيس مرسي بتوفير الغطاء لجهاديي سيناء، وغل يد الجيش عن التصدي لهم. ولوحظ أن مدن شمال سيناء شهدت أمس استنفاراً أمنياً على درجة عالية، إذ أكد شهود ومصادر أمنية أن آليات عسكرية تتمركز في مدينة رفح يعتليها ضباط وجنود يرتدون سترات واقية من الرصاص. ولفت مصدر أمني إلى أن الآليات أغلقت الطرق المؤدية إلى منطقة الأنفاق لضمان عدم تسلل عناصر خارجية لإحداث فوضى في البلاد في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها مصر، مشيراً إلى أن طائرات الأباتشي تحلق في سماء مدن سيناء لرصد أي تحركات غير طبيعية على الأرض للإبلاغ عنها ورصد تحركات المسلحين خشية قيامهم باستهداف منشآت أمنية، كما هدد بعضهم في حال تم تغيير مؤسسة الرئاسة المصرية. وقال مصدر أمني: «رصدنا العناصر المسلحة وأماكن وجودها وفي التوقيت المناسب سيتم توقيفهم وهناك إجراءات احترازية تم إقرارها للتعامل مع المواقف كافة، منها التعامل بالسلاح إذا اقتضت الضرورة ذلك». من جانبه، أكد رئيس هيئة قناة السويس في بيان أمس أن المجرى الملاحي لقناة السويس «مؤمن تماماً وأن الملاحة تسير بصورة طبيعية». وقال الفريق مهاب مميش في البيان: «معدلات عبور السفن من حيث الأعداد والحمولات في الحدود الطبيعية ولم تتأثر بأي أحداث». وأشاد بدور القوات المسلحة في تأمين قناة السويس وحركة الملاحة، لافتاً إلى أنه بعث برسالة لشركات الملاحة العالمية والوكلاء الملاحيين يطمئنهم فيها بأن القناة «في أعلى درجات التأمين».