يبدو أن جبهة سيناء ستشتعل مجدداً بين الجيش المصري والجماعات الأصولية المتشددة، إذ علمت «الحياة» أن عناصر جهادية تتمركز في شبة جزيرة سيناء، نفذت هجمات على معسكرات للجيش خلال اليومين الماضيين، الأمر الذي أثار مخاوف من اشتعال جبهة سيناء للرد على تظاهرات معارضين في القاهرة وعدد من المحافظات يطالبون بتنحي الرئيس محمد مرسي، فيما أوقفت الشرطة متهمين في عملية قتل مسؤول أمني في مدينة العريش (شمال سيناء). وكشف ل «الحياة» مصدر عسكري عن تعرض قوات الجيش المتمركزة في شبة جزيرة سيناء، لهجمات خلال اليوميين الماضيين، وأوضح المصدر أن مسلحين في سيناء أطلقوا صواريخ «هوك» قصيرة المدى، على كتيبة مدرعات تتمركز على مقربة من شريط المجرى الملاحي لقناة السويس، بالقرب من مدينة رأس سدر الساحلية (وسط سيناء)، على الطريق المؤدية إلى مدينة شرم الشيخ، لكن تلك الصواريخ سقطت خارج المعسكر، من دون حصول خسائر. كما هاجم مسحلون يستقلون سيارات نصف نقل، لواء مدرعاً آخر، قرب مدينة أبو رديس، في ساعة متأخرة من مساء السبت، بهدف الاستيلاء على أسلحة وآليات عسكرية، لكن قوات الجيش ردت على الهجوم بعنف فأوقفت المهاجمين وقتلت بعضهم. وكان أصوليون نفذوا في آب (أغسطس) الماضي هجوماً على معسكر للجيش في مدينة رفح الحدودية، فقتلوا 16 جندياً، قبل أن يفروا بمدرعتين. ومنذ هذا التاريخ يثير الوضع الأمني في سيناء قلقاً عارماً لدى المصريين، وتتهم المعارضة الرئيس المصري محمد مرسي بتوفير الغطاء لجهاديي سيناء، وغل يد الجيش عن مهاجمتهم. وكان مسحلون قتلوا أمس مفتش الأمن العام في شمال سيناء العميد محمد هاني، عندما أطلقوا وابلاً من الرصاص على سيارته فأردوه قتيلاً وأصابوا حارسه، قبل أن تعلن مصادر أمنية عن توقيف المهاجمين، كما صادرت قوات الأمن كميات من الأسلحة الثقيلة في مدينة العريش، وأوقفت فلسطينيين تسللوا عبر الانفاق الحدودية. وأشار المصدر العسكري ل «الحياة» أن القيادة العامة للجيش الثاني والثالث الميداني، المسؤولة عن تأمين سيناء والمجرى الملاحي لقناة السويس، وزعت منشورات على معسكرات الجيش في سيناء، لتكثيف التأمين واليقظة التامة، كما زادت من نشر الكمائن، وأرسلت دعماً أمنياً إلى تلك المنشآت، فيما تقوم المروحيات بالتحليق على فترات متفرقة على أرجاء سيناء، لكشف أي تحركات للجهاديين. وبالتزامن مع تلك التحركات أعلنت وزارة الداخلية في حكومة حركة «حماس» الفلسطينية أنها عززت الوجود الأمني على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر. وقال قائد المنطقة الجنوبية في «حماس» العقيد طارق أبو هاشم: «يأتي هذا الانتشار لضمان أمن وسلامة الحدود وتفويت الفرصة على المتربصين بأبناء شعبنا، هذه الخطوة تأتي لضمان عدم استغلال الأوضاع الأمنية على الحدود المصرية من بعض المهربين للعمل على إدخال المخدرات وحبوب الاترامال المدمرة إلى قطاع غزة من جهة، وعدم الزج بالقطاع في الشأن المصري من جهة أخرى». وكان شخص قتل وأصيب نحو 12 آخرين في مدينة بورسعيد، المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس، عندما انفجرت عبوة ناسفة، مساء السبت الماضي، وسط تجمع لمتظاهرين مناوئين للرئيس محمد مرسي، ولم تتوصل الأجهزة الأمنية إلى منفذ تلك العملية وأسبابها. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية عن توقيف شخصين كانا يقومان بتصنيع متفجرات في وحدة سكنية في حي البساتين العشوائي (وسط القاهرة)، وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن انفجاراً وقع في أحد عقارات منطقة حي البساتين، كشف عن تشكيل عصابي يقوم بتصنيع المتفجرات. وأشار إلى أن شخصاً يدعى أيمن انفجرت به قنبلة أثناء تصنيعها مع آخر يدعى علاء الدين، وأنه تم ضبط أربعة جوالات ممتلئة بالرصاص وكمية من البارود الأسود و15 علبة صفيح و30 «برطمان» حمض الكبريتيك، وخمسة جوالات مسامير كبيرة الحجم. ولفت إلى أنه تبين قيام ثلاثة أفراد من عائلة واحدة بتصنيع متفجرات داخل الشقة لاستخدامها في تظاهرت، وأن المتهمين نزحوا من الصعيد واستأجروا الشقة منذ شهر في تصنيع القنابل اليدوية، لكن أثناء تجهيزهم المتفجرات انفجرت إحدى القنابل.