اعتبرت الصحف الموالية للحكومة اليونانية الموافَقة على خط الغاز الأذري، فتحاً مبيناً سيجعل من اليونان نقطة توزيع رئيسة للغاز وسيوفر آلاف فرص العمل للمواطنين، مؤكدة أن المشروع يُظهر أن البلاد بدأت تنهض من الركود الاقتصادي المستمر منذ سنوات. وفي موقف سياسي واضح أصدرت المفوضية الأوروبية بياناً اعتبرت فيه أن اختيار «تاب» يُعتبر نجاحاً مفصلياً لأوروبا في مجال أمن الطاقة. وقال مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي غيدير إيدينغر إن أذربيجان تعهدت بشفافية أن الغاز الطبيعي سيصل إلى أوروبا عبر خط جديد خاص، معتبراً أن لدى أوروبا شريكاً جديداً في الغاز الطبيعي. وأوردت صحيفة «كاثيميريني» اليمينية الموالية أن الحكومة اليونانية اتفقت على المساهمة في المشروع بخمسة في المئة سيتم تفعيلها حينما يُنجز الأنبوب الذي يعبر اليونان من الحدود اليونانية - التركية ومنها عبر ألبانيا والبحر الأدرياتيكي إلى إيطاليا. وتقدر وزارة المال مدخول الدولة من الأنبوب ب320 مليون يورو خلال 15 سنة، فيما لم تطلب اليونان رسوماً على مرور الغاز عبر أراضيها. وأشارت الصحيفة إلى أن الأنبوب الذي سيمتد 550 كيلومتراً داخل الأراضي اليونانية، سيعزز الأهمية الجيوستراتيجية والوزن السياسي لليونان، وسينوع مصادر الطاقة للقارة الأوروبية، إضافة إلى خلق آلاف فرص العمل وتحسين جو الاستثمار في اليونان. وأكد الكاتب في صحيفة «إيثنوس» المعارضة يورغوس ديلاستيك أن «القرار مرضٍ تماماً لطلب الولاياتالمتحدة من أوروبا تقليص اعتمادها على الغاز الروسي، فيما كان طلب الأميركيين الأول باتجاه مد خط نابوكو الذي كانت له سعة مضاعفة لسِعة تاب». وأشار إلى أن أذربيجان لا تملك كميات كبيرة من الغاز الطبيعي ليُعتمد عليها، كما أن أحلام الأميركيين بسد عجزها عبر الغاز من تركمانستان والضفة الشرقية للقوقاز تبددت. وأعرب في المقابل عن ارتيابه من طريقة أعلان ساماراس طرد الروس من عملية تخصيص شركة الغاز اليونانية المعروفة باسم «ذيبا»، مع أن الروس دفعوا ضعف المبلغ المطلوب، محذراً من أن تكون هذه العملية جزءاً من خطة لخدمة مصالح بعض الشركات. وتوقع أستاذ الاقتصاد والتنمية في جامعة أثينا عبداللطيف درويش درويش، أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع نحو 10 بلايين متر مكعب سنوياً، مضيفاً أن الحكومة اليونانية تعتبر المشروع استثماراً كبيراً سيدعم الاقتصاد ويوفر 2000 فرصة عمل مباشرة ونحو 10 آلاف فرصة غير مباشرة، وسيضعها ضمن الدول الموزعة والمؤثرة في الطاقة، وسيدعم موقفها التفاوضي للحصول على أسعار أفضل للغاز من المنتجين. واعتبر أن المشروع يدخل في إطار التنافس المحموم بين الولاياتالمتحدةوروسيا للسيطرة على مصادر الطاقة ومسيرتها، ويدخل في إطار السعي الأميركي الدائم للحؤول دون دخول روسيا إلى أوروبا أو حتى التعاون والتنسيق بينهما. وعن تحول اليونان إلى دولة موزعة ومؤثرة في الطاقة، أوضح أن الخط سيعبر من اليونان إلى بلغاريا وألبانيا ثم إلى إيطاليا فقط التي تعتمد وستستمر في الاعتماد على الغاز الروسي والجزائري والليبي، أما الطاقة الإنتاجية للمشروع فتغطي اثنين في المئة فقط من حاجات أوروبا من الغاز، وبالتالي فإن التأثير على الأسعار سيكون محدوداً جداً. وأشار إلى أن الأثر الاقتصادي للمشروع سينحصر في زيادة ثروات الشركات ويساهم في تعزيز الاحتكار، وسيكون محدوداً جداً على مستوى حياة الشعوب، خصوصاً في أذربيجان التي يعيش واحد من كل اثنين من مواطنيها تحت خط الفقر.