أنقرة، بوخارست، بروكسل - رويترز، أ ف ب – يتوقع أن يقطع مشروع «نابوكو» الأوروبي للغاز خطوة مهمة إلى الأمام، عندما يمنح مسؤولون من الاتحاد الأوروبي وبلغاريا ورومانيا والمجر والنمسا وألمانيا ومصر وسورية وأذربيجان وجورجيا، موافقة حكوماتهم على المشروع عبر توقيع الاتفاق في أنقرة بعد غد الاثنين. وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان تركيا تتوقع جذب استثمارات قدرها 4.5 بليون يورو اثناء اقامة خط انابيب «نابوكو»، ما يوفر بين 5 آلاف و15 ألف فرصة عمل للمواطنين. وأضاف ان تركيا ستبقي على 60 في المئة من الضرائب التي ستجمع من «نابوكو»، وتمثل ما بين 400 مليون و450 مليون يورو سنوياً، اعتماداً على الكميات التي تضخ في الأنابيب. وفي موسكو، أشار الرئيس التنفيذي ل «أو ام في» النمسوية النفطية فولفغانغ روتنستورفر في حديث الى صحيفة «كومرسانت» الاقتصادية اليومية، الى أن أذربيجان والعراق ومصر ستصبح الموّرد الرئيس لخط «نابوكو»، الذي يرعاه الاتحاد الأوروبي، اذ ستضخ هذه الدول مجتمعة 15 بليون متر مكعب من الغاز سنوياً فيه بدءاً من 2015. وأوضح ان أوروبا لن تستغني عن «نابوكو» وخطي الأنابيب الروسيين المنافسين «ساوث ستريم» و «نورث ستريم»، لحاجتها إلى استيراد 150 بليون متر مكعب اضافية من الغاز في نهاية العقد المقبل. وأضاف: «أعتقد أن احتمال أن تفقد روسيا مكانتها في أوروبا بسبب مشروع «نابوكو» يقترب من الصفر، إذ ان هذه المشاريع تنتهج نماذج عمل مختلفة وستكون لها موارد وزبائن مختلفين». وأمل بأن ترفد أذربيجان والعراق «نابوكو»، بسبعة إلى ثمانية بلايين متر مكعب سنوياً، ومصر بين بليون وبليوني متر مكعب. يشار الى ان جدلاً اثير حول توافر موارد الغاز اللازمة لإمداد «نابوكو»، إذ بذلت شركة «غازبروم» الروسية للنفط، التي تحتكر صادرات الغاز الروسي، جهوداً مضنية للتفوق على «نابوكو»، عبر إشراك الكثير من دول شرق أوروبا في مشروع «ساوث ستريم» المنافس له. ونجحت في تأمين امدادات اكبر لمشروعها هذا الأسبوع بعد ان وعدت اذربيجان بإعطائها أولوية في شراء الغاز من المرحلة الثانية من حقل «شاه دنيز»، وهي تفاوضها لشراء كل إنتاجها من الغاز الإضافي بدءاً من العام المقبل، في حين تعارض الحكومة المركزية في العراق فكرة استيراد «نابوكو» غازاً من كردستان. وقد تنضم تركمانستان، التي تقع على بحر قزوين في الجهة المقابلة لأذربيجان، إلى «نابوكو» في مرحلة لاحقة، في حين أن الوضع في إيران التي تملك أحد أكبر احتياط غاز في العالم، لا يدعو إلى التفاؤل بسبب برنامجها النووي والعقوبات المفروضة عليها. وكان الاتحاد الأوروبي اكد في الأسبوع الماضي تصريحات لمصادر تركية ورومانية، تشير الى ان اتفاق خط انابيب «نابوكو» لنقل الغاز الطبيعي سيوقع في انقرة بعد غد (الإثنين). ويتوقع ان يبدأ خط الأنابيب، الذي صمم لتخفيف اعتماد أوروبا على امدادات الغاز الروسي، في نقل الغاز من قزوين والشرق الأوسط إلى أوروبا في عام 2014، لكنه تعرّض إلى التأجيل بسبب نقص الإمدادات وخلافات بين المساهمين في المشروع. ويسعى المشروع الذي يسانده الاتحاد الأوروبي الى بدء العمل في اتفاقات تشتري من خلالها الشركات حصصاً من سعة الخط الإجمالية البالغة 31 بليون متر مكعب. وكانت تركيا عطّلت توقيع اتفاقات المرور في أراضيها عبر مطالبتها بنسبة 15 في المئة من سعة خط لاستخدامها محلياً أو لإعادة تصديرها. وهدد مسؤولون اتراك بطريقة ضمنية بإعادة النظر في دعمهم المشروع بسبب «عدم تقدم مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي». ويوقع اتفاق شروط عبور الغاز ممثلون من تركيا وبلغاريا ورومانيا والمجر والنمسا، وهي الدول الخمس التي سيمر فيها الخط، وألمانيا وهي الشريك السادس في خط الأنابيب، لكنه لن يمر في أراضيها. وكان المبعوث الخاص لوزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الطاقة اعلن ان «إيران قد تشارك في خط الأنابيب الذي يسانده الاتحاد الأوروبي إذا تحسّنت العلاقات بين واشنطن وطهران». وصرح وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو بأن روسيا تعرف ان تركيا لا تعتبر «نابوكو» بديلاً من «ساوث ستريم»، «واقترحنا عليها المشاركة في تنفيذه».