عشية زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة منحت السلطات الإسرائيلية موافقتها النهائية على بناء 69 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة «هار حوما» (جبل أبو غنيم) في القدسالشرقيةالمحتلة. وعبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أمله بأن يحمل كيري معه إلى المنطقة «شيئاً جديداً ومهماً» فيما أعلن كيري إن كلاً من عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ملتزمان بإحياء محادثات السلام. وقال مئير مرغليت العضو اليساري في بلدية القدسالشرقيةالمحتلة إن «لجنة التصريحات في البلدية منحت اليوم (أمس) موافقتها النهائية على بناء 69 وحدة سكنية في هار حوما (جبل أبو غنيم) في القدسالشرقية» مندداً بما وصفه بأنه «استفزاز»، عشية زيارة كيري. وكان وزير الخارجية الأميركي أعلن في مؤتمر صحافي بالكويت مع وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الصباح أمس أن عباس ونتانياهو «أبديا جدية العزم»، وأضاف أنه لا يريد أن يحدد مهلة للمحادثات وأكد ضرورة حدوث تقدم قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل. ولفت كيري إلى أنه ما كان سيأتي إلى الشرق الأوسط ما لم يكن يرى إمكانية إحياء محادثات السلام، إلا انه أقر بأن الأمر سيكون صعباً. وتوجه كيري أمس إلى الأردن على أن يتوجه لاحقاً إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في خامس زيارة إلى الشرق الأوسط منذ تسلمه منصبه في شباط (فبراير) الماضي في محاولة لاستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وكان كيري أعلن خلال زيارة إلى السعودية الثلثاء أن إدارة الرئيس باراك أوباما تأمل في تحقيق السلام «على رغم حجم النزاع والمؤشرات التي تؤكد العكس». وأضاف أن هذه المفاوضات «يجب أن تبدأ في أسرع وقت ممكن آملين بأن تؤدي إلى قيام دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام واستقرار». لكن وزير الخارجية الأميركي قد يواجه صداً في إسرائيل مع رئيس الوزراء الذي يقود ائتلافاً متشدداً منذ آذار (مارس) الماضي، كما أن علاقاته مع أوباما يشوبها التوتر. وقد أعلن نائب وزير الدفاع داني دانون عضو الليكود بزعامة نتانياهو أنه يعارض دولة فلسطينية، وأكد أنه في حال طرح هذا الخيار على التصويت فان «غالبية وزراء الليكود ستقف ضده وكذلك حزب البيت اليهودي» وهو حزب قومي ديني يؤيد الاستيطان بقيادة وزير الاقتصاد نفتالي بينيت. وكان الرئيس الفلسطيني أعرب عن أمله بأن يحمل كيري «شيئاً جديداً ومهماً»، وقال في مقابلة مع قناة «الجزيرة» أمس إن «اللقاء المقبل مع كيري سيكون السابع»، مضيفاً أن «نجاح عملية السلام يهمنا، وأن تصل إلى النهاية التي نريدها». وتابع: «أكدنا ونؤكد استعدادنا للعودة إلى المفاوضات. ونعتبر أن الحل السلمي، خصوصاً بيننا وبين الإسرائيليين، يكون من خلال المفاوضات. وإذا كانت الحكومة الإسرائيلية تؤمن بحل الدولتين على حدود عام 1967، فنحن مستعدون للعودة إلى طاولة المفاوضات». ومن المقرر أن يبدأ كيري زيارته للمنطقة اليوم الخميس وسط تسريبات إعلامية إسرائيلية عن حدوث تغيير في الموقف الفلسطيني الأمر الذي نفاه عدد من المسؤولين الفلسطينيين. وقال عباس: «نحن لا نضع شروطاً، وإنما نقول ما هو الأساس الذي سنعود فيه إلى المفاوضات. إذا كانت الحكومة الإسرائيلية موافقة فعلاً على رؤية حل الدولتين على حدود 1967، التي وافق عليها العالم في خطة خريطة الطريق، يمكن أن نعود إلى طاولة المفاوضات».