اكتظَّت الميادين الرئيسية في القاهرة، وعدد من المحافظات، مساء اليوم الجمعة، بمئات آلاف المؤيدين للرئيس المصري محمد مرسي والمعارضين لسياساته، فيما تتزايد حدة الاستقطاب بين الفريقين في البلاد. واحتشد مئات الآلاف من مؤيدي مرسي، أمام مسجد "رابعة العدوية" في ضاحية مدينة نصر شمال القاهرة، بعد وصول أعداد كبيرة من الحافلات تقل أنصار الرئيس من المنتمين لقوى إسلامية، وأعلن القيمون على التظاهرة عبر مكبرات الصوت، عن تنظيم سلسلة من التظاهرات المليونية اعتباراً من الأحد المقبل، دعماً للرئيس وللشرعية. وأبلغت مصادر محلية في عدد من المحافظات، يونايتد برس أنترناشونال، أن "آلاف المؤيدين لمرسي تظاهروا في مدينتي دسوق وسيدي سالم، في محافظة كفر الشيخ، وفي ميدان القائد إبراهيم في محافظة الأسكندرية، وفي ميادين رئيسية في محافظات الغربية، والشرقية وسوهاج وقنا. في المقابل، اكتظت منطقة العباسية والشوارع المحيطة بها، امتداداً لمبنى وزارة الدفاع بمئات الآلاف من المتظاهرين، المطالبين ب"رحيل مرسي عن السلطة، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة". كما تظاهر آلاف المطالبين بإسقاط النظام، وبرحيل مرسي في مدن "المحلة الكبرى" و"طنطا" و"السنطة" في محافظة الغربية، و"الباجور" و"سرس الليان" و"شبين الكوم" في محافظة المنوفية، وفي محافظات في الأسكندرية، والسويس، والأقصر وأسوان أقصى جنوب مصر. وكان عدد غير محدَّد من مؤيدي مرسي ومعارضيه، أُصيبوا في اشتباكات وقعت بينهما، بعد ظهر اليوم الجمعة، في محافظة الأسكندرية الساحلية. وقال مصدر محلي، إن "الاشتباكات بدأت، بخروج عدد كبير من مؤيدي مرسي من مسجد القائد إبراهيم في منطقة الرمل، عقب صلاة الجمعة مردِّدين هتافات داعمة للرئيس وشتائم لقوى وشخصيات معارضة، فيما كانت مسيرة من مئات المعارضين تمر أمام المسجد، فقام المشاركون فيها بترديد هتافات تطالب بإسقاط النظام، وبرحيل مرسي عن السلطة فوقعت الاشتباكات". وقد وصلت عدة حافلات من محافظات قريبة من القاهرة، أبرزها القليوبية والغربية إلى مسجد "رابعة العدوية"، استمراراً لتظاهرة بدأت قبل ظهر اليوم تأييداً للرئيس المصري، ودعماً لشرعيته كرئيس للبلاد، ورفضاً لدعاوى تطالب برحيله عن السلطة. وأقام مؤيدو مرسي منصة للخطابة أمام المسجد، فألقى عدد من المتظاهرين كلمات تدعو إلى احترام إرادة الشعب المصري في انتخاب مرسي، رافضين ما أسموه "محاولات الخروج على الشرعية وعلى طاعة ولي الأمر". وحمل المتظاهرون صوراً لمرسي وأعلام مصر و قوى إسلامية، مردِّدين هتافات "حرية وعدالة.. المرسي وراه رجالة"، و"الشعب يريد تطبيق شرع الله"، بالإضافة إلى شتائم لقادة المعارضة المصرية.