رغبة منها في محاكاة تجربة والدها في الطيران المظلي، قررت الزميلة عائشة جعفري - مع سبق الإصرار والترصد - اقتحام عالم الطيران المحتكر ذكورياً طوال عقود مضت، حتى تتحول إلى أجنحة تحلق بأحلام السعوديات فوق الأجواء. وتقول جعفري إن دخولها مجال الطيران مغامرة خاضتها لمحاكاة والدها الضابط المظلي في القوات السعودية، لتحقق بذلك حلماً راودها منذ الطفولة في ارتياد الأجواء، غير أنه كان محكوماً ب«التقاليد»، فربيباتها محكومات بمنع القيادة على الأرض، فما بالك بارتياد سعودية الأجواء؟! وذكرت جعفري المحررة في مكتب «الحياة» في جدة أن زميلاتها كن يسخرن من حلمها، وأن إصرارها سيحولها «فأر تجارب» في مجال لم تسمع به السعوديات من قبل، فمجالاتهن لا تغادر التدريس والمستشفيات وبعض الوظائف الأخرى. وخلطت جعفري بين الجغرافيا والتربية والعلاقات الدولية، فيما عملت في مجال آخر، كحال معظم بنات جيلها، مختارة «مهنة البحث عن المتاعب» كصحافية تهتم بشؤون المرأة، وترى أنها جزء من واجبها تجاه مجتمعها وقضاياه المتشعبة. جعفري التي حازت أول رخصة في مجال ترحيل الطيران، تعد رائدة في الترحيل الجوي، وهي المهنة التي تتيح لقائد الطائرة بالإقلاع، إذ توفر له المعلومات الفنية المطلوبة. وأشارت إلى أن كلفة الدورة التدريبية التي تلقتها في إحدى المؤسسات المتخصصة في مجال الطيران، تبلغ نحو 35 ألف ريال، وفتح لها ذلك الباب لوظائف راقية تشجع الفتيات على ارتياد هذا المجال، مشيرة إلى أن أي عمل يستقطبها لن يمنعها عن العمل الصحافي. وقالت إن معظم من انتقدها في بداية مسارها عادوا لتهنئتها بصفتها رائدة سعودية في هذا المجال، الذي يمتاز بتوفير الخصوصية التي تفرضها التقاليد على المرأة السعودية، إذ ستمارس عملها في مكتب مستقل، ما يكرس إمكان عمل رصيفاتها في هذا المجال مستقبلاً. ورأت جعفري أن أكبر عقبة واجهتها قبل ارتياد هذا المجال كانت ما وصفته بتعنت أهلها وخوفهم عليها من دخول مجال الطيران، اعتقاداً منهم بأنها ستعمل في مجال الملاحة الجوية، وأن إقناعهم أخذ منها الوقت الكثير لتنتصر لرأيها وتنال موافقتهم أخيراً. وبهذه الخطوة تكون الفتاة السعودية فتحت أبواب عمل جديدة تصب في اتجاه تمكين المرأة السعودية للمشاركة في شتى ضروب العمل، مشاركةً نصفها الآخر في دفع عجلة التنمية التي تسير بخطى حثيثة لتضع السعودية ضمن الدول المتقدمة.