يقبع نحو 270 طيارا سعوديا مؤهلا في دائرة البطالة، نعم هذا رقم صحيح، طيارون عاطلون إلا من رحم ربي ووجد نفسه يعمل مضيفا جويا أو موظف كاونتر في شركة طيران أو محاسبا في شركة أغذية أو سوبرماركت. ومن بين هؤلاء الحاملين لشهادة الطيران، من يعمل سائق ليموزين وهناك طيار يعمل حارس أمن، واسمه معروف بين زملائه الخريجين، والبقية الباقية أو ما نسبته 75 % منهم، عاطلون ويجلسون في بيوتهم، بحافز وبدون حافز. الطيارون السعوديون دخلوا هذا المجال لأنهم يعشقونه، ومنهم من دفع الغالي والنفيس حتى يصبح طيارا ويحقق حلمه في التحليق في الفضاء ومداعبة السحب، وهي مهنة ليست مغرية في كثير من الأحوال لخطورتها، لكنه العشق. يؤكد هؤلاء أن الخطوط السعودية ما زالت تستقدم طيارين من الخارج، وتدفع كثيرا على تدريبهم في حين تتذرع بأن تدريب الطيار السعودي مكلف، أما شركة ناس، وبحسب المعلومات المتوفرة، فقد فقدت الكثير من طياريها من الجنسية الإيطالية، بعد أن حصلوا على ساعات طيران كافية ووجدوا فرصة عمل أخرى في خطوط أجنبية. وبحسبة بسيطة سنكتشف أن تدريب الطيار الأجنبي ومنحه الفرصة للحصول على ساعات طيران، أمر غير مجد، إن لم يكن «ضحك على الدقون» فالأجنبي سيخدم لسنوات معدودة ثم يعود لبلاده، لكن السعودي هو الباقي وهو من سيخدم حتى يوم تقاعده. لن نضع اللائمة كلها على شركات الطيران، رغم أن ذلك من واجبهم ومن صلب مسؤوليتهم تجاه أبناء الوطن، غير أن هيئة الطيران المدني تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية فهي المعنية بفتح المجال للشركات الأخرى للعمل في الأجواء السعودية، وبالتالي فرض توظيف السعوديين على الشركات الجديدة.