لم تفلح محاولات عدة لشابة سعودية في عقدها الثاني من عمرها للمضي في تحقيق أحلامها والتحليق عالياً من خلال مزاولة مهنة الطيران، بفعل الأنظمة التي تحرم وتمنع عمل المرأة السعودية ك «كابتن طيار»، على رغم حصولها على رخصة قيادة الطائرات الخاصة بتقدير «امتياز» من أكاديمية الطيران في الأردن. ياسمين الميمني لا تزال تأمل بإيجاد أنظمة متجددة تواكب طموح الشابات السعوديات وتساعدهن على تحقيق رغباتهن، بعد أن وصلن إلى مستويات تعليمية عالية، مطالبة في الوقت نفسه من أصحاب القرار إنصافها ومنحها رخصة طيران سعودية. تقول ياسمين خلال حديثها إلى «الحياة»: «حلمي منذ الطفولة أن أصبح قائدةً لطائرة، ولأن الطيران مهنةٌ شريفة كسائر المهن، وجدت نفسي فيه وشعرت أنني سأخدم بلدي من خلاله، فكما تحتاج بلادنا الغالية إلى مهنة المعلمة والمهندسة والطبيبة، فهي أيضاً تحتاج إلى من يعملن في مهنة الطيران». وعن لحظات تدريبها وأول تحليق لها تقول ميمني: « كان بالنسبة لي أجمل يوم في حياتي، ولم أنسه ولن أنساه أبداً، إذ خطوت فيه أول خطوة نحو تحقيق حلمي وبعدها قمت بقيادة الطائرة بنفسي وللمرة الأولى من دون مساعدة مدرب، ذلك شعور لا يوصف، ولا يزال طموحي وهمتي عاليين أن أصبح من أشهر الطيارين في العالم». وتتابع الميمني: «عدت من المملكة الأردنية عام 2010 وأنا حاصلة على رخصة قيادة الطائرات من أكاديمية الطيران الملكية الأردنية، قمت برحلاتٍ جوية بلغت حوالى 60 رحلة، ما جعلني أحصل على رخصة الطيران الخاص وبتقدير امتياز». وبعد عودتها إلى أرض الوطن تقول الميمني: «إنها بذلت محاولات عدة دامت عاماً كاملاً مع مؤسسة الطيران المدني للحصول على رخصة طيران سعودية، تخول لها العمل في مهنة الطيران وفي إحدى شركات الطيران الموجودة في بلدها، إلا أنها لم تجد العمل في هذا المجال، ما أصابها بالصدمة على حد تعبيرها». وأشارت إلى أنها حظيت بدعم من مجتمعها المحيط بها، إلا أنها لم تجد ذلك الدعم من جانب الجهات الرسمية والحكومية ولم تسهل لها طريقها للتحليق عالياً في سماء وطنها، وفي المقابل تقول إنها تلقت عرضاً للعمل في أكاديمية أجنحة رابغ للطيران كمدربة فور حصولها على الرخصة السعودية، إلا إن تلك الفرصة لم تتحقق بسبب الأنظمة، ملمحةً في الوقت نفسه أنها مارست العمل لديهم مدة ثمانية أشهر في قسم العمليات التابع للأكاديمية. وأضافت: «بعد أن صدت الأنظمة الحالية أبوابها في وجهي ولم تجعلني إنسانة فاعلة في بلدي، اضطررت إلى السفر للخارج لإكمال دراستي وتحقيق حلمي، فالتحقت بأكاديمية طيران epic في أميركا لإكمال مشروعي، ورحبت الأكاديمية بانضمامي لها كوني السعودية الوحيدة فيها». ولفتت إلى أن هناك فتياتٍ سعوديات يرغبن في ممارسة مهنة الطيران ولكن الخوف من المصير المجهول والأنظمة الحالية كان عائقاً أمام تحقيق ذلك، داعية في الوقت نفسه جميع الفتيات اللائي يحملن في أحلامهن ما يخدم الوطن أن يتحلين بالقوة والمثابرة ليتمكنّ من تذليل العقبات حتى يصلن إلى مرادهن.