في خطوة جدية لتعزيز التواصل الإعلامي بين الصحافيات السعوديات والصحافيات في الدول العربية استضاف القسم النسائي بجريدة "الرياض" عددا من الإعلاميات العربيات للتحدث عن عمل المرأة الإعلامية وخاصة السعودية، وقياس الخطوات التي خطتها في هذا المجال من خلال ما قدمتها من ملفات ساخنة وقضايا متنوعة في المجال الصحفي، وتبادل الخبرات العربية في هذا المجال، ولتحقيق هذا حضرت اللقاء عدد من الإعلاميات العربية وهن كل من الزميلات: إشراقه عوض، ابتسام حسن عباس، بهيرة الحلبي ولولوه العلي من مختلف الجهات الإعلامية. مسيرة الصحافة السعودية بداية رحبت مدير تحرير القسم النسائي الزميلة نوال الراشد وعضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين بالإعلاميات، وألقت كلمة ذكرت فيها إنجازات المرأة السعودية في مجال الإعلام، وما حققته من جوائز محلية وعربية ودولية، ملقية الضوء على المؤتمرات الدولية التي شاركت فيها نساء سعوديات بأوراق عمل تتناول المهام الإعلامية للمرأة وما قدمته من منجزات وكيف تحدت العوائق الاجتماعية والعرفية التي حاولت مليا عرقلة مسيرة المرأة السعودية. وتحدثت عن الدعم الذي تحضى به صحفيات جريدة "الرياض" من قبل رئيس التحرير الأستاذ تركي السديري الذي حرص على دعم المرأة السعودية منذ بداياتها في مجال الإعلام، حيث وفر الدعم الكافي لها من وسائل المواصلات والاتصالات والمادية والمعنوية، كما يعتمد نظام الحوافز والتشجيع المستمر بالإضافة إلى توفير مركز تدريب متكامل لصحافيين وصحافيات مؤسسة اليمامة الصحفية، فالعمل الصحفي لابد أن يكون مكتمل الأداء، متطرقة لدعم مؤسسة اليمامة بإعطاء صحافييها وصحافياتها أسهم ملكية في مجلس إدارة المؤسسة. واقع إعلامي مختلف عما يقال بعد ذلك قامت الزميلة إشراقه عوض من السودان - مستشارة إعلامية وصحافية في عدد من جهات منذ عام 2000م - بسرد تجربتها مع الإعلام السعودي وقالت: عاصرت واقع غير الذي سمعت، فالمرأة السعودية رغم ضيق الإمكانات لها استطاعت أن تبرز، وأن تخرج من بوتقة القالب الاجتماعي للقالب السياسي والاقتصادي بجانب المحلي والفني، وهي حرصت على البروز وتثبيت الخطوة شتى المجالات والكتابة بالاسم الصريح بعد أن كان الاسم المستعار يطغى في المجال بسبب عوائق مجتمعية، الأمر الذي شجع القيادة السعودية على تقليدها عدد من المناصب القيادية كنائب وزير ووكيل وزارة ومدير جامعة، ونجحت في تمثيل المملكة خارجيا ودوليا. وفي سؤال للزميلة فاطمة الغامدي عن عمر التعليم الإعلامي في السودان، وهل المرأة السودانية مارست الإعلام بعد دراسة أكاديمية؟ قالت الزميلة إشراقه: إن العمل الصحفي والإعلامي بشكل عام بدأ غير متخصص، فمهنة الصحافة سبقت التعليم الإعلامي بسنوات، ولكن محاكاة الدول المتقدمة والخبرة والتدريب أهل المرأة هناك لخوض المجال، الأمر المماثل للملكة في ذلك، مشيرة إلى أن تجربتها في العمل الإعلامي السعودي أكد لها قدرات المرأة السعودية وكفاءتها التي جعلت منها محط سباق وتنافس بين الجهات لاستقطابها بناء على خبرتها وممارستها الإعلامية. وفي سؤال للزميلة أسمهان الغامدي عن إمكانية الاستفادة من التقارير الصحفية النسائية في الصحف العربية التي تعد بفكر ومجهود أنثوي؟ أكدت الزميلة الإعلامية ابتسام حسن عباس – من صحيفة الخرطوم النسخة الخليجية – أنها تمتلك أرشيفا متكاملا للعديد من التقارير الصحفية السعودية ولا سيما النسائية منها، وأن العديد من الصحف العربية والخليجية والدولية استعانت بتلك التقارير في صحفهم للاستشهاد بعدد من المواضيع السياسية والاقتصادية والمحلية، مشيرة أن المرأة السعودية بصفة عامة لديها قابلية هائلة في مواكبة العصر مع الاحتفاظ بالهوية الدينية والاجتماعية والعادات والتقاليد، وقد أثبتت ذلك من خلال مشاركتها في المؤتمرات والدورات والاجتماعات المفتوحة. تجارب إعلامية مع الصحافة السعودية تسردها صحافيات عربيات ملتقيات إعلامية دورية وفي سؤال للزميلة نوال الراشد عن إمكانية وجود تواصل بين الصحفيات السودانيات والصحافيات العرب في ملتقيات مستمرة؟ أبانت الزميلة إشراقه أنه يوجد ملتقى سنوي ثابت للصحفيات العربيات والخليجيات تحت مظلة اتحاد الصحفيين السودانيين، وأن الصحافيات هناك بصدد تأسيس جمعية إعلام للصحفيات في أمريكا، وأرجعت الأسباب الخاطئة عن المرأة الإعلامية وخاصة السعودية إلى المرأة نفسها، وليس على المؤسسة والجهة التي تتبعها، حيث إن الإعلامية يجب أن تبادر لتثبت خطوتها وتلقي الضوء على منجزاتها، مطالبة بضرورة تنشيط دور الإعلاميات العربيات في البلد الواحد من خلال الملتقيات الدورية لتبادل الخبرات وطرح العراقيل التي تواجههن، كما اقترحت وجود موقع الكتروني متخصص للإعلاميات العربيات في شتى البقاع خاصة وأننا نواكب الزمن الالكتروني. الإعلاميات خلال الاجتماع من جهتها سردت المخرجة التلفزيونية والصحافية - بكيمان عثمان - خريجة كلية الصحافة وعلوم الاتصال تجربتها مع الإعلام السعودي خاصة وأنها ممن ترعرع على أرض المملكة، وقالت: لم يكن الفكر الإعلامي موجودا في المملكة في السابق بالنسبة للمرأة، وكان تخصصا دخيلا غير محبذ للمرأة، ورغم كل هذا الرفض والدفن للإعلام خاصة للمرأة، استطاعت المرأة أن تنجح وتثبت خطوتها وأن تنفض الغبار عن الكثير من الملفات الساخنة وقضايا الساعة بجرأة وثبات مختلف عن السابق، والخروج عن القالب الاجتماعي المعتاد. وقالت: المرأة السعودية لديها مخزون فني وإبداعي هائل في شتى المجالات الإبداعية من إعلام وفن ورسم وخط، تفوقت بها على كافة النساء العربيات والخليجيات من واقع تجربة وتقديم برهان على ذلك. وعن تجربة المرأة السعودية مع الإخراج التلفزيوني أضافت بكيمان أن شح المسارح السعودية والفرصة للمرأة قلل من ظهورها، لكن من صارعت للظهور استطاعت البروز والنجاح رغم عدم وجود مؤسسات أكاديمية وفنية لهذا المجال. شمولية التخصص وحول التخصص الصحفي والشمولية في التخصصات قالت الزميلة نوال الراشد: الإعلام فرض نفسه واستطاع أن يؤثر في العديد من القرارات والمجالات وأن يستقطب الشباب والخبرات للخوض في المجال الإعلامي، الأمر الذي يجعلنا نعيد النظر في وجود مفهوم الصحفي الشامل في شتى التخصصات، حيث شمولية التخصص باتت تسبب ذبذبة في جودة المواد والكفاءة الصحفية لدينا، مشيرة أن لكل زمن متطلب، والعصر الآن يحتم علينا التخصص والتصنيف. وتساءلت الزميلة بكيمان عن عمل المرأة مع الرجل وخروجها للميدان، خاصة وأن العادات الاجتماعية تقيد ظهور المرأة السعودية؟ فأوضحت الزميلة الراشد أن العمل المشترك بين المرأة والرجل متاح وفق ضوابط الشريعة والحفاظ على الهوية العرفية، فالزميلة تشارك الزميل في العمل الميداني والمكتبي وتتقاسم معه المحاور للانطلاق، مشيرة إلى أن جريدة "الرياض" تميزت بأعمالها الميدانية والتحقيقات من جانبها أضافت الزميلة ابتسام حسن أن السلطات السعودية تعاونت كثيرا مع الدول العربية لنقل ثقافتها للمجتمع السعودي وعاملت الجاليات كأبناء السعوديين، مشيرة إلى عطاءات خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – ودعمه للمرأة السعودية للبروز في كافة الاتجاهات.