بين الملل والبحث عن وسيلة تسلية، تقضي الفتيات إجازتهن الصيفية يبحثن عن متنفس لقضاء وقت الفراغ. منهن من وجدن ضالتهن في ممارسة برامج «الحمية الغذائية» للحصول على «جسد رشيق». فيما فضلت أخريات تكثيف زيارة الصديقات والتواصل الاجتماعي، وإقامة حفلات وجلسات عائلية بهدف «التسلية». تبدأ منى زكريا، حديثها عن «الملل» الذي انتابها خلال الأسبوع الماضي، مع بدء الإجازة الصيفية قائلة: «الفراغ جريمة يتطلب أجهزة لمكافحته»، مضيفة «لم يخطر في بالي برنامج أنفذه خلال الإجازة، إلا الانتظام في حمية غذائية من خلال برنامج ريجيم قاسٍ، لإنقاص وزني الزائد، عبر سيدات مختصات في مجال الاستشارات الغذائية، يقدمن برامج مجانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حول إنقاص الوزن، والمحافظة على الصحة العامة»، مضيفة «حاولت الالتحاق بأحد الأندية الصيفية، إلا أنني لم أجد فيه برامج تحفزني على أن ألتحق به، فأنا طالبة جامعية، ولا أريد التدريب والتعليم، وإنما التسلية والترفيه الذي يبعدني عن الملل القاتل». وترفض منى، اعتبار السفر وسيلة لقضاء وقت الفراغ فهو «ليس للتسلية، وإنما لتغيير نمط الحياة والروتين، والبعض لا يسافر؛ لذا لا بد من البحث عن وسيلة ترفيه، لا تمت بصلة إلى السفر، بل في كيفية قضاء وقت الفراغ، حتى لو كنتَ في غير بلدك، لذا الأفضل هو ابتكار وسائل حديثة، والبحث عما يمكن ألا يعرضنا لضغوط حياتية ومشكلات عائلية وغيرها». ومن خلال تجاربها مع الإجازات الصيفية تجد أن «تغيير «اللوك» قد يكون إحدى وسائل الترفيه الجديدة لأنه يشغل الوقت. كما أن التغيير قد يخلق مزاجاً إيجابياً، وبالتالي يكون وسيلة تسلية، لاسيما بين الصديقات». وتخالفها الرأي أمينة الوابل، التي ترى أن السفر هو «الوسيلة الوحيدة لقضاء وقت الفراغ، فالتعرف على حضارات دول أخرى، يخلق نوعاً من السعادة والانتعاش»، مضيفة أن «الهدوء الذي يسود البلد في فصل الصيف، سواء في الأسواق والمجمعات التجارية، يزيد حمى الملل، وبالتالي يصاب الإنسان باكتئاب، لذا أجد السفر نوعاً من أنواع التسلية، إضافة إلى التواصل الاجتماعي عبر «تويتر» وغيره، ولا أرى أن هناك مجالاً لإنقاص الوزن والبحث عن برامج غذائية صحية، لأن الإجازة والسفر يلغيان النظام لقلة الحركة، والخلود للنوم لساعات طويلة، والانشغال في التسلية». بدورها، ترى الاختصاصية النفسية نورة سعيد، أن «الفراغ قد يخلق نوعاً من الشعور بالملل الذي يصل إلى حد الاكتئاب»، مستدركة أن «وسائل التسلية منوعة، إلا أن الانشغال بالأجهزة التقنية، يسبب زيادة الملل، فهذه الوسائل مُلهية إلى حد معين، إلا أن مستخدمها يصاب بالملل والانزعاج. والأفضل البحث عن سبل وقاية فعلية للقضاء على الفراغ، فالانجراف وراء ما يؤدي إلى القضاء على الفراغ، يؤدي إلى نتائج سلبية، تصل إلى الإصابة بحالات نفسية موقتة، وليست أمراضاً»، معتبرة أن من «الأفضل الالتحاق بالأندية، والابتعاد عن الروتين الذي يخلق أجواءً سلبية، وينعكس على المزاج، وبالتالي قد نتعرض إلى مشكلات صحية ونفسية».