طلب «الجيش السوري الحر» من دول مجموعة «أصدقاء سورية»، التي تجتمع غداً في الدوحة، أن تمده خصوصاً بصواريخ محمولة مضادة للطيران وللدروع وبإقامة منطقة حظر جوي، متعهداً بألا تصل هذه الأسلحة أبداً إلى أيدي متطرفين. وقال المنسق الإعلامي والسياسي ل «الجيش الحر» لؤي مقداد: «مطالبنا واضحة، وضعنا قائمة بها وسلمناها إلى الدول الصديقة»، محذراً من «كارثة إنسانية» في سورية في حال عدم تلبية هذه المطالب. وأضاف: «اولاً نريد ذخيرة للأسلحة التي لدينا، والأهم هو صواريخ مضادة للطيران تحمل على الكتف وصواريخ مضادة للدروع وصواريخ صغيرة أرض - أرض». كما ذكر أن «الجيش الحر» طلب «مدفعية هاون وغيرها، وسيارات قتالية مدرعة»، فضلاً عن الاحتياجات اللوجستية، مثل «تجهيزات الاتصالات وسُتَر واقية من الرصاص وأقنعة للغاز». ووفق مقداد، فإن «الجيش الحر» طلب «أخذ الإجراءات اللازمة لإقامة منطقة حظر جوي لأننا متخوفون من استخدام النظام صواريخ سكود مع رؤوس غير تقليدية لقصف المناطق المحررة، وبالتالي نحن بحاجة لملاذ آمن». وأضاف: «إذا لم يعطونا الأسلحة، سنكون أمام كارثة إنسانية، لأن كل منطقة يقتحمها النظام ينفذ فيها مذبحة»، متهماً «الميليشيات الأجنبية» التي تعاون النظام، مثل «حزب الله» الشيعي اللبناني، بأنها «لا تلتزم أي مواثيق أو معاهدات دولية». ووفق مقداد، فإن المعركة الأساسية الآن تتركز في ثلاث مناطق هي ريف دمشق والشمال والوسط، مشيراً إلى أن النظام يحشد قواته في هذه المناطق. وقال: «هناك مسؤولية يجب أن يتحملها المجتمع الدولي، وما نطلبه من الاجتماع هو أن يكون أصدقاء سورية معنا كالروس والإيرانيين مع الأسد». وأكد: «نحن ملتزمون بحفظ هذا السلاح، وبألا يتسرب إلى مجموعات غير منضبطة أو متطرفة»، وذلك لطمأنة الدول المتخوفة من تسليح المعارضة السورية خوفاً من وصول السلاح المتقدم إلى مجموعات متطرفة. وكان مصدر ديبلوماسي فرنسي أفاد الأربعاء أن وزراء خارجية 11 دولة من مجموعة «أصدقاء سورية» سيجتمعون السبت في الدوحة لبحث سبل تقديم مساعدة عسكرية إلى مقاتلي المعارضة السورية. وأوضح أن الاجتماع يهدف إلى تلبية الحاجات التي عبر عنها رئيس أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس خلال الاجتماع الذي عقد في 14 الجاري في أنقرة مع ممثلي هذه الدول. في هذا الوقت، تعرضت أحياء في جنوب وشرق دمشق امس لقصف عنيف مصدره القوات النظامية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القصف ترافق مع «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على أطراف حي القابون من جهة الاوتوستراد الدولي، ووردت أنباء عن سقوط جرحى من الطرفين». وطاول القصف أحياء الحجر الأسود والقدم (جنوب)، في حين أشار المرصد إلى «إغلاق طريق مخيم اليرموك (جنوب)» بسبب القصف والمعارك، التي تسببت بمقتل سيدة وطفل. وسجل قصف على برزة (شمال) وجوبر (شرق). وذكر المرصد أن عبوة ناسفة انفجرت في سيارة في منطقة أبو رمانة في وسط العاصمة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وتوجد جيوب لمقاتلي المعارضة في الأحياء الجنوبية والشرقية التي تشهد معارك بشكل مستمر. بينما سيطر مقاتلو المعارضة منذ أسابيع على أجزاء كبيرة من برزة تحاول قوات النظام استعادتها. وكان تصعيد سجل الأربعاء في ريف دمشق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة من «حزب الله» اللبناني ومقاتلين معارضين في محيط مقام السيدة زينب جنوب شرق العاصمة. وتشكل هذه المناطق قاعدة خلفية للمجموعات المعارضة في اتجاه دمشق. وتحاول قوات النظام السيطرة عليها بشكل كامل. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» امس، أن وحدات من الجيش «أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة البحدلية جنوب منطقة السيدة زينب في ريف دمشق بعد سلسلة من العمليات الناجحة قضت خلالها على أعداد من الإرهابيين ودمرت أسلحتهم وذخيرتهم». وتعرضت مناطق أخرى في ريف العاصمة امس لقصف من القوات النظامية، بينها معضمية الشام ودوما وحرستا. على صعيد آخر، ذكر «المرصد» أن اكثر من مئة سجين في سجن حلب المركزي توفوا منذ نيسان (أبريل) الماضي، وأشار إلى ظهور إصابات بالجرب والسل بين السجناء. وقال إن «الوضع الصحي والإنساني في سجن حلب المركزي وصل الى مرحلة مخيفة بسبب النقص الشديد في الأدوية و المواد الغذائية»، مشيراً الى «وفاة ثلاثة سجناء الإثنين الماضي بعد إصابتهم بمرض السل وعدم وجود أدوية لمعالجتهم». وأشار إلى «انتشار كبير للجرب بين السجناء والسجانين». وأضاف: «يقدر عدد السجناء الذين فارقوا الحياة في السجن منذ شهر نيسان (أبريل) الفائت بأكثر من مئة سجين»، مشيراً إلى أن أسباب الوفيات «تعددت بين القصف ونقص الدواء والطعام والإعدام». وتابع أن «الطائرات الحوامة تقوم بإلقاء الطعام والأدوية على السجن المحاصر من الكتائب المقاتلة». في هذا الوقت، دارت معارك في عدد من أحياء مدينة حلب. وقال المرصد إن «مقاتلين من الكتائب سيطروا امس «على جزء من حي سليمان الحلبي» شرق المدينة، ما اسفر عن مقتل سبعة عناصر من القوات النظامية. ويشهد هذا الحي منذ بدء المعارك في حلب الصيف الماضي عمليات كر وفر. كما أشار المرصد إلى اشتباكات فجراً في أحياء بستان الباشا والميدان والشيخ خضر والشيخ مقصود وسيف الدولة وصلاح الدين والأشرفية وحلب القديمة «إثر هجوم نفذته الكتائب المقاتلة على القوات النظامية واللجان الشعبية الموالية لها في هذه الأحياء».