الأحساء.. الاقتصاد المستدام والفرص الواعدة !

من أكثر المنتديات التي شهدتها الأحساء فاعلية وأهمية كان منتدى الأحساء 2025 في دورته السابعة بعنوان «الأحساء.. اقتصاد مستدام»، الذي نظمته غرفة الأحساء بالشراكة مع هيئة تطوير الأحساء وشركة أرامكو، وافتتحه الأسبوع الماضي سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، بحضور سمو محافظ الأحساء الأمير سعود بن طلال رئيس اللجنة العليا للمنتدى، وعدد من الوزراء وممثلي قطاعات الأعمال والمستثمرين !
جاءت مشاركات أصحاب المعالي لتبرز قيمة وأثر الإنسان والمكان في الأحساء، فقد أوضح وزير السياحة أحمد الخطيب في كلمته، أن الأحساء تملك من الميزات الاستثنائية ما يؤهلها لأن تكون من الوجهات السياحية الكبرى في المملكة، حيث أشار إلى أن مرافق السياحة والضيافة في الأحساء نمت بنسبة 52%، بينما بلغ عدد السياح المحليين والوافدين 3.3 مليون سائح في عام 2024، بإجمالي إنفاق تخطى 3.3 مليار ريال !
بينما أشاد وزير التعليم يوسف البنيان بانضمام الأحساء لمدن التعلم العالمية ضمن شبكة اليونسكو لمدن التعلم، وتوقفت عند تنويهه لما تتميز به الأحساء من الموارد البشرية، وهو تنويه يعكس ما عُرِفَ عن أبناء الأحساء تاريخياً من تميّز في ممارسة مختلف الأعمال ومثابرة في إنجازها واكتساب مهارات المهن المختلفة. وبرأيي أن وزارة التعليم ستجد بيئة خصبة لأهداف التحول نحو اقتصاد المعرفة ومجتمعات التعلم، بما يحفز مشاركة القطاع الخاص وجذب الاستثمارات في مجالات التعليم والبحث العلمي والابتكار بما يواكب مستهدفات رؤية 2030 !
وليس مفاجئاً ما أعلنه نائب وزير البيئة والمياه والزراعة م. منصور المشيطي، أن نسبة مساهمة الأحساء في الناتج المحلي للقطاع الزراعي البالغة 109 مليارات ريال بلغت 12%، مما يشجع على العمل على مشاريع زراعية مبتكرة في الأحساء، مشيراً إلى أنها المحافظة التي تحقق استدامةً واستخداماً كاملاً للمياه على مستوى المملكة !
أخبار ذات صلة

لقاء الرياض.. رسالة وحدة في زمن التحديات
فجر صناعة السيارات في السعودية
وكان لافتاً إعلان مساعد وزير الاستثمار الرئيس التنفيذي لهيئة تسويق الاستثمار م. إبراهيم المبارك عن وصول عدد رخص الاستثمار الأجنبي في الأحساء إلى 103 رخص، بإجمالي استثمارات تبلغ 2.5 مليار ريال، وأن هناك فرصاً استثمارية بنحو 50 ملياراً، مما يؤكد على الأهمية الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة للأحساء !
وإذا كانت الأحساء عُرِفت بجاذبية معالمها السياحية ووجهها الزراعي كأكبر واحة في العالم، فإن مساعد وزير الطاقة لشؤون البترول والغاز تحدّث عن دور محوري للأحساء كمركز إستراتيجي لدعم النمو في القطاع وتعزيز سلاسل الإمداد وتحسين كفاءة التخزين والتوزيع من خلال إنشاء مشروع متكامل لتعبئة وتخزين غاز البترول السائل في المحافظة، بينما وصف رئيس أرامكو أمين الناصر مشروع الجافورة، أكبر حقل للغاز الصخري في الشرق الأوسط، بأنه المستحيل الذي تحقق بإجمالي استثمارات أكثر من 100 مليار دولار، متوقعاً أن يسهم بنحو 23 مليار دولار من الناتج المحلي للمملكة، مما يعزز مكانة المملكة كأحد أهم منتجي الغاز في العالم !
ختاماً، يحسب لسمو محافظ الأحساء الأمير سعود بن طلال بن بدر دفعه المستمر للحراك التنموي في الأحساء واهتمامه بتعزيز التنمية الاقتصادية والاستثمارية، حيث شهد هذا المنتدى طرح فرص استثمارية واعدة لنحو 50 مليار ريال، سيكون لها أثر في دعم النمو المستدام في المحافظة وتعزيز مكانتها الاقتصادية !
باختصار.. الأحساء ليست أكبر واحة خضراء في العالم وحسب، بل هي واحة الاستثمارات في السياحة والتنمية والتطوير العقاري والنقل والخدمات اللوجستية والصناعة والزراعة !