كثف المتمردون السوريون خلال الساعات الماضية هجماتهم على مواقع عسكرية مسجلين بعض النقاط، إذ استولى مقاتلون على ثلاثة مواقع للجيش النظامي في مدينة دوما في ريف دمشق، وعلى قاعدة للدفاع الجوي في شمال غربي البلاد ما لبثوا ان انسحبوا منها بعد ان غنموا الذخائر خوفاً من الغارات الجوية التي تلت العملية، كما نفذ مقاتلون آخرون هجوماً على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب (شمال غرب). اكد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت «سيطرة مقاتلين من كتائب مقاتلة عدة فجراً على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الدويلة في بلدة سلقين في ريف ادلب بعد اشتباكات عنيفة». وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان المعارضين ما لبثوا ان انسحبوا من القاعدة الواقعة في منطقة جبلية، «بسبب صعوبة الاحتفاظ بها خوفاً من سلاح الطيران الحربي الذي ما لبثت قوات النظام ان لجأت اليه لقصف القاعدة ومحيطها». وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية ان قوات الجيش الحر التي سيطرت على قاعدة الدويلة «بعد حصار طويل، غنمت ما تحتويه من أسلحة وذخائر». وظهرت في شريط فيديو نشره ناشطون على شبكة الانترنت صورة لصاروخ ضخم في ارض القاعدة، وصور لسيارتين معدّتين لحمل الرادارات منخورتين بالرصاص ومدمرتين. وأشار صوت مسجل على الشريط الى أن «لواء درع هنانو وكتائب احرار الشام ولواء التوحيد وغيرها شاركت في العملية». ويبقي المقاتلون المعارضون اجمالاً الصواريخ التي يحصلون عليها خلال عملياتهم العسكرية في مكانها بسبب صعوبة نقلها وعدم امتلاكهم السلاح المناسب لاستخدامها. وشنت مجموعة من الكتائب المقاتلة المعارضة هجوماً صباح أمس على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب (شمال غرب). وقال المرصد ان الاشتباكات مستمرة في محيط المطار. وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان عن «بدء عملية تحرير مطار تفتناز العسكري»، وأرفقته بأشرطة فيديو عدة تظهر فيها راجمة صواريخ وهي تقصف وأصوات انفجارات وتصاعد اعمدة دخان ابيض. في محافظة حلب (شمال)، وقعت اشتباكات في محيط مطار النيرب العسكري رافقها تحليق للطيران الحربي وقصف من القوات النظامية للمنطقة، وفق المرصد. كما شهدت بعض أحياء مدينة حلب حيث تدور معارك ضارية منذ اكثر من ثلاثة اشهر، قصفاً واشتباكات. وأفاد المرصد عن اشتباكات في محيط كتيبة المدفعية في ريف مدينة الميادين في محافظة دير الزور (شرق) يرافقها قصف من القوات النظامية على المنطقة. في ريف دمشق، ذكر المرصد ان مقاتلين «من عدة كتائب ثائرة سيطروا الجمعة على قسم الشرطة ومبنى البلدية وبرج مشفى حليمة التي كانت بين ايدي القوات النظامية في مدينة دوما بعد اشتباكات عنيفة اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 21 عنصراً من القوات النظامية وأسر آخرين». ونقل المرصد عن ناشطين في المنطقة انهم «شاهدوا الجثث على الارض في قسم الشرطة والبلدية». وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية السبت 34 شخصاً، وفق المرصد السوري الذي يتخذ بريطانيا مقراً. ويأتي ذلك غداة يوم دامٍ قتل فيه 181 شخصاً في سورية هم 61 مدنياً و61 عنصراً من قوات النظام و59 مقاتلاً معارضاً. وقال الخبير في الشؤون السورية والاستاذ في جامعة ادنبره توما بييريه لوكالة «فرانس برس» ان «التقدم الذي يحرزه المقاتلون المعارضون في الشمال يبدو حاسماً وغير قابل للعودة عنه». وأضاف: «منذ السيطرة على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في ادلب قبل ثلاثة اسابيع، تستمر قوات النظام بالتراجع ويركز قواته الموجودة في المنطقة للدفاع عن مدينة حلب» التي تشهد معارك ضارية منذ اكثر من ثلاثة اشهر. في المقابل، رأى بييريه ان تقدم المقاتلين المعارضين في ريف دمشق يبقى هشاً. وقال: «انه عرض قوة من الثوار الذين يستعيدون المبادرة، وتسجيلهم نقاطاً يؤشر ايضاً الى نقص في العتاد لدى القوات النظامية». الا انه اوضح ان «النظام يحتفظ بما يكفي من القوات المدربة والمجهزة جيداً في دمشق، ليقوم بهجوم مضاد كاسح».