طلبت القوات السورية من أهالي القصير في حمص بوسط سورية مغادرة المنطقة قبل اقتحامها المدينة القريبة من الحدود مع لبنان، في وقت دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والنظام في محيط مقر قيادة أمنية في حلب شمالاً. ودمر مقاتلو «الجيش الحر» دبابات في معارك قرب دمشق. وكانت القوات النظامية السورية ألقت منشورات تدعو سكان مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة إلى مغادرتها، محذرة من هجوم على المدينة التي تحاصرها في حال عدم استسلام المقاتلين. وقال مصدر عسكري سوري ل «فرانس برس»: «إن منشورات ألقيت فوق القصير تدعو السكان إلى مغادرة المدينة، وفيها خريطة لطريق آمن يمكنهم من خلاله إخلاءها، لأن الهجوم على المدينة بات قريباً في حال لم يستسلم المسلحون». وحققت قوات النظام السوري مدعومة من لجان شعبية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني تقدماً في ريف حمص في الأيام الماضية وصولاً إلى مدينة القصير التي تضم نحو 22 ألف شخص. وكان مسؤولون سوريون اعتبروا السيطرة على القصير «معركة أساسية». وفي مدينة حمص، تعرض حي الوعر لقصف عنيف من القوات النظامية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من عائلة واحدة، هم رجل وسيدتان، بالتزامن مع اشتباكات دارت بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في الحي، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال نشطاء إن أكثر من ثلاثين قذيفة سقطت ليل الخميس - الجمعة على الحي ذي الكثافة السكانية العالية. وأشار «المرصد» إلى أن أحياء في حمص المحاصرة تعرضت لقصف من الدبابات وقذائف الهاون ما أدى إلى أضرار مادية. وتعرضت مناطق في مدينة الحولة لقصف عنيف من القوات النظامية المتمركزة على حاجز قرمص في ريف حمص. وفي دمشق، قال معارضون إن مقاتلي المعارضة دمروا في اليومين الماضيين عشر دبابات في بلدة دروشا بين دمشق والجولان، بعد أيام على تدميرهم ثماني دبابات في بلدة العتيبة في اشتباكات في ريف دمشق. وسيطرت الكتائب المقاتلة على دبابة للقوات النظامية في مخيم الحسينية جنوب العاصمة. وتجدد القصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على مناطق في بلدة دروشا، من القوات النظامية المتمركزة في الفوج 100 والفوج 153، إضافة إلى انتشار عناصر من حاجز التربة على طريق يؤدي إلى مقر وحدات «سرايا الصراع» بين البلدة ودمشق. وقال «المرصد» أمس إن اشتباكات عنيفة دارت في حي برزة في الطرف الشمالي لدمشق، بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية و «اللجان الشعبية» الموالية من حي عش الورور المجاور الذي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية، في وقت تعرضت مناطق في بلدة معضمية الشام والغوطة الغربية لقصف القوات النظامية المتمركزة على جبال تتخذ الفرقة الرابعة منها مقراً. وقُتِل أربعة من الجنود النظاميين عند حاجز مطعم «زاد الخير» على الطريق بين دمشق ومطار دمشق الدولي، في مكمن نصبته لهم الكتائب المقاتلة أثناء توجههم إلى بلدة المليحة. وانفجرت سيارة مفخخة عند حاجز للقوات النظامية في بلدة السبينة جنوبدمشق، وترددت معلومات عن مقتل عنصر وإصابة أربعة. وقال «المرصد» إن الطائرات الحربية شنت غارات على مناطق في بلدتي الحسينية والذيابية في جنوب العاصمة، ترافق مع قصف براجمات الصواريخ. وتحدثت مصادر المعارضة عن استهداف المسؤول عن سجن صيدنايا في شمال غربي دمشق الذي يضم سجناء سياسيين وعسكريين وإسلاميين، وقالت إنها اعتقلت بعض مرافقيه للتحقيق معهم. وفي حلب شمال البلاد، استمرت الاشتباكات بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة في محيط فرع المخابرات الجوية في حي الزهراء بالمدينة، وسط أصوات انفجارات في أحياء الخالدية وشارع النيل والسبيل. وتعرض حي الشيخ سعيد لقصف عنيف من القوات النظامية في إطار محاولتها السيطرة عليه باعتباره يمثل نقطة استراتيجية لخطوط الإمداد إلى مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي شرق المدينة. وقصفت كتائب مقاتلة بصواريخ محلية الصنع مبنى بريد قرية جبرين الذي تتمركز فيه القوات النظامية قرب مطار النيرب العسكري. وأفاد «المرصد السوري» أن بلدة دركوش في ريف إدلب شمال غربي البلاد، تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية التي قصفت أيضاً بصاروخ أرض - أرض بلدة كورين في ريف أريحا منتصف ليل الخميس - الجمعة. وقضى مقاتل في اشتباكات في محيط مطار أبو الظهور العسكري الذي تسعى المعارضة للسيطرة عليه. وتجدد القصف المدفعي على مناطق في مدينة معرة مصرين في ريف إدلب، فيما تعرضت مناطق في بلدة سراقب لقصف صاروخي، في وقت قصفت قوات النظام مناطق في مدينة كفرنبل في جبل الزاوية، كما تعرضت مناطق من مدينة معرة النعمان لقصف القوات النظامية. وفي محافظة الرقة شمال شرقي البلاد، استهدفت الكتائب المقاتلة مطار الطبقة العسكري بعدد من قذائف الهاون مع ورود أنباء عن سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية المتمركزة في المطار.