أعلنت إيران أمس، أن سياستها الخارجية بعد انتخاب المعتدل حسن روحاني رئيساً للجمهورية، «راسخة لا تتغيّر»، فيما أعلنت موسكو استعداد طهران لتجميد تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، متحدثة عن إمكان إشراك دول «مجلس التعاون الخليجي» في المحادثات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي: «سياستنا الخارجية مبدئية وتنبثق من المصالح والمبادئ والقيم الوطنية، في إطار إرشادات المرشد (علي خامنئي) وتوجيهاته». وأضاف أن «المبادئ والقيم في السياسة الخارجية لإيران، راسخة لا يمكن تغييرها، والتغيير سيطرأ فقط على أساليب التعامل». واعتبر طبيعياً تأجيل المحادثات بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، إلى «ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة». لافروف في غضون ذلك، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «إشارات مشجعة، للمرة الأولى منذ سنوات، في الجهود لتسوية الملف النووي الإيراني»، مشيراً إلى أن الإيرانيين «أبدوا استعدادهم الآن لوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وهذا التقدّم يمكن أن يشكّل تحوّلاً يزيل حدة الخلافات، بما في ذلك القلق من إمكان إنتاج يورانيوم (يُستخدم في) تسلّح في إيران». واعتبر أن «هذا الموقف يتطلب خطوات مقابلة من الدول الست، بينها وقف تدريجي للعقوبات وإلغاؤها». وزاد في حديث لوكالة الأنباء الكويتية (كونا): «سيكون ذنباً لا يُغتفر، تفويت هذه الفرصة». ودعا لافروف إلى الامتناع عن تشديد العقوبات على طهران، و «التفكير بدل ذلك في سبل تخفيف العقوبات الموجعة في المجالات الحساسة»، وحض إيران والدول الست على «إبداء مرونة وإرادة السياسية»، معتبراً أن ذلك «يضمن نجاح العملية التفاوضية». وحذر من «خطورة كبح الدينامية المتصاعدة للعملية التفاوضية»، داعياً إلى «الإسراع في تحديد موعد ومكان» للجولة المقبلة من المحادثات بين الجانبين. وسُئل لافروف عن سبل «تبديد مخاوف» دول «مجلس التعاون الخليجي» حيال البرنامج النووي الإيراني، وإمكان مشاركتها في المحادثات بين إيران والدول الست، فأجاب: «في إمكان هذه الدول أن تساهم جدياً في نجاح العملية التفاوضية بين الجانبين، من خلال استثمار قنواتها الديبلوماسية الثنائية والجماعية». إلى ذلك، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن انتخاب المعتدل حسن روحاني رئيساً لإيران، يظهر أن «الشعب الإيراني يريد التحرّك في اتجاه مختلف»، مضيفاً: «هذا الشعب رفض في الانتخابات المتشددين ورجال الدين الذين رفضوا الحلول الوسط في أي شيء وأي وقت وأي مكان. واضح أن هناك تعطشاً في إيران، إلى التعامل مع المجتمع الدولي في طريقة أكثر إيجابية». واستدرك أن خامنئي «هو الذي سيتخذ قرارات كثيرة»، وزاد: «علينا الانتظار لنرى كيف ستتبلور الأمور خلال الأسابيع والشهور والسنوات المقبلة». أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فأعرب عن أمله بإيجاد «فرص لتسوية الملف الإيراني»، مضيفاً: «سنحاول أن نفعل ذلك في شكل ثنائي وفي إطار مفاوضات دولية».