بكين، موسكو - أ ب، أ ف ب - علمت «الحياة» أن مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي وضع خطاً أحمر لأي اتفاق مع الدول الغربية حول تبادل الوقود، يتمثل في منع إخراج أي مخزون من اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب، قبل استلام طهران يورانيوم مرتفع التخصيب. تزامن ذلك مع تأكيد إيران أن التقرير الأخير الذي أصدره المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، يثبت الطابع السلمي لبرنامجها النووي، فيما حذر الرئيس الأميركي باراك أوباكما طهران من «عواقب» إذا لم تطمئن المجتمع الدولي الى الطابع «السلمي والشفاف» لبرنامجها النووي، في وقت شدَّد نظيره الصيني هو جينتاو على أهمية تسوية الملف الإيراني «عبر الحوار والمفاوضات»، بالنسبة الى الشرق الأوسط والخليج. في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «من السابق لأوانه» إعلان «فشل» المحادثات التي أجرتها إيران مع الدول الست المعنية بملفها النووي في فيينا في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وقال رداً على سؤال حول احتمال تحديد مهلة لطهران للرد على مشروع البرادعي لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج: «موقفنا لم يتغيّر. نعمل مع الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية وإيران وإدارة الوكالة الذرية، كي يتم تحقيق الاتفاقات المبدئية التي تم التوصل إليها في فيينا في شكل كامل». ورفض لافروف الربط بين الملف النووي الإيراني والإرجاء الروسي الجديد لبدء تشغيل مفاعل «بوشهر» النووي الذي يبنيه خبراء روس جنوبإيران. وقال: «ليس هناك أي رابط بين ما يحصل في البرنامج النووي الإيراني، وبناء المفاعل في بوشهر». وأضاف: «نسوّي مسائل تكنولوجية معقدة. يجب عدم الحديث عن سياسة في هذا الموضوع، بل فقط مسائل تقنية». لكن النائب حشمت الله فلاحت بيشه عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري (البرلمان)، اتهم روسيا ب «العمل من أجل نيل مزيد من المكاسب من الدول الغربية، علي حساب المصالح الإيرانية». في طهران، قال مصدر ايراني موثوق به ل «الحياة» إن خامنئي «منع أي نقل للمخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة، قبل استلام وقود مرتفع التخصيب». وأشار المصدر الى وجود «آليات عدة» للاتفاق مع الدول الغربية حول تبادل الوقود، في إطار توصيات المرشد، منها أن يتم التبادل في شكل متزامن، أو في شكل تدريجي. أمّا القبول بخيارات أخرى، فتتم مناقشتها في جولة جديدة من المحادثات مع الغرب بإشراف الوكالة الذرية. وثمة معلومات إيرانية عن إمكان الأخذ بالخيار التركي بوصفه «أحد الخيارات» في تنفيذ اقتراح تبادل الوقود. في الوقت ذاته، قال المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية إن تقرير البرادعي «لم يشر الى أي انحراف في البرنامج النووي الإيراني، ويُثبت أن كل الضجة السياسية والدعاية التي أُثيرت» حول منشأة التخصيب الجديدة في فردو قرب مدينة قم، «لا أساس لها». وحضَّ الدول الأعضاء في الوكالة الذرية على «وضع حد لهذه اللعبة المملة والمتعبة، في حين لا تحتوي تقارير الوكالة أي جديد». في بكين، قال أوباما بعد لقائه هو جينتاو: «اتفقنا أن على الجمهورية الإسلامية أن تقدم ضمانات للمجتمع الدولي تؤكد أن برنامجها النووي سلمي وشفاف». وأضاف: «لدى إيران فرصة لتثبت نياتها السلمية، لكن اذا لم تغتنمها ستكون هناك عواقب». أمّا الرئيس الصيني فقال إن الجانبين «شددا على ان تسوية المسألة الإيرانية في شكل مناسب عبر الحوار والمفاوضات، أمران مهمان جداً للاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج». وأعربت الصين والولاياتالمتحدة في بيان عن «قلقهما من آخر التطورات في المسألة النووية الإيرانية»، ودعتا طهران الى «الرد إيجاباً» على مشروع البرادعي. في غضون ذلك، أشار الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الى أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا) «أبدت صبراً كبيراً حتى الآن. ندعو إيران الى اتخاذ قرار التعاون سريعاً». الى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن «التهديد الذي تشكّله إيران بالغ الخطورة، على إسرائيل والسلام في الشرق الأوسط والعالم». وقال خلال تفقده غواصة نووية من طراز «دولفين» المانية الصنع في قاعدة بحرية في حيفا: «لا شك في أننا سنكون الهدف الأول (لإيران)، لكن ليس الأخير». وأضاف خلال إبحاره في البارجة «إيلات» أن «إسرائيل تفضل أن يعالج المجتمع الدولي الموضوع الإيراني».