على رغم الأجواء الملبدة بين دمشق وبغداد والتصعيد في تصريحات الطرفين، فإن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي يضطلع بوساطة بين البلدين أكد ل «الحياة»، أمس انه بدأ تحركه بعد مشاورات مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وأعرب عن تفاؤله بتسوية الخلافات «أخوياً». وكان موقف واشنطن لافتاً أمس، إذ أبلغ مسؤول في الخارجية الأميركية «الحياة» أن إدارته تأمل «بحل ديبلوماسي» للأزمة. وأنها «اطلعت على تقارير صحافية حول دور سوري مزعوم في تفجيرات 19 آب /أغسطس» وهي «تعمل عن كثب مع الحكومة العراقية للتحقيق في الحادث ومنع تكراره». وقال داود أوغلو الذي التقى الرئيس بشار الأسد أمس، بعد اجتماعه برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، رداً على اسئلة «الحياة» انه قدم «بعض الاقتراحات الأخوية» لتنقية الأجواء بين دمشق وبغداد وإنه «متفائل جداً بحل المسألة من دون تصعيد». وصرح بأنه اتصل بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون قبل تحركه بين سورية والعراق، وزاد ان «لا المجتمع الدولي ولا احد في المنطقة يريد رؤية التوتر وسنعمل بقوة لإعادة بناء الثقة مع حلفائنا الاستراتيجيين». وأوضح ان لقاءه مع الأسد كان «ممتازاً، والمشاورات السورية - التركية كالعادة تتسم بالصراحة والشفافية والتعاون»، وزاد ان سورية والعراق بالنسبة الى انقرة هما «حلفاؤلنا الاستراتيجيون وأشقاؤنا وجيراننا، انها مسألة ضمن العائلة. ونريد حل هذه المسألة بفتح الأقنية والمشاورات من دون تصعيد»، لافتاً الى الهدف الأول بالنسبة إلى تركيا هو «خفض التوتر. ولا اريد وصفه بالتوتر بل (ما يجري بين سورية والعراق) هو مسألة وسنقوم بكل شيء ممكن لبناء الثقة بين جيراننا وأشقائنا». وسألته «الحياة» اذا كان حمل اي اقتراح الى بغداد ودمشق، فقال ان جهوده ستستمر ولديه «بعض الاقتراحات الأخوية للطرفين». وزاد : «انني متفائل جداً. اذا كانت هناك ارادة طيبة، وأرى ان هذا الشيء موجود» واستقبل الأسد داود اوغلو بحضور معاون نائب الرئيس العماد حسن توركماني ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وأفاد ناطق رئاسي ان اللقاء تناول العلاقات الثنائية و «تطور الأوضاع على الساحة العراقية وفي شكل خاص بعد التفجيرات الإرهابية التي أودت بحياة عشرات المواطنين العراقيين»، وأكد أن «سورية أثبتت خلال السنوات الماضية حرصها على حياة كل مواطن عراقي ودعمها مصالح الشعب العراقي والمصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي، ومن غير المقبول توجيه اتهامات غير مسؤولة إليها تسيء إلى مسيرة تطور العلاقات السورية - العراقية». لكن التفاؤل الذي أعرب عنه الوزير التركي في دمشق لم يعكس الأجواء العراقية، إذ أن رئيس الوزراء نوري المالكي أبلغه ان «العراق قدم لسورية منذ 2004 اسماء وعناوين ومعلومات ووثائق وأدلة على انشطة الإرهابيين وبعض الجماعات التكفيرية المعروفة ومواقعهم وطرق تسللهم عبر الأراضي السورية وتلقيهم الدعم اللوجستي ومعلومات عن القيادات البعثية التي تلتقي على الأراضي السورية وتخطط وتعمل على اعادة الدكتاتورية عبر ارتكاب الجرائم البشعة ضد العراقيين». وأكد ن «90 في المئة من الإرهابيين من مختلف الجنسيات العربية تسللوا الى العراق عبر الأراضي السورية». وأضاف ان «موقف العراق هو المضي بمطالبة الأممالمتحدة بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم البشعة التي استهدفت أمن العراق واستقراره وسلامة شعبه وأودت بحياة العديد من الأبرياء».