تقدم مقاتلو المعارضة أكثر في داخل مطار «منغ» العسكري في شمال حلب قرب الحدود مع تركيا شمالاً، في وقت لبت كتائب مقاتلة نداءات للتجمع لصد حشود قوات النظام لشن معركة «عاصفة الشمال». وقتل أكثر من عشرة أشخاص، بينهم ثماني سيدات، في قصف على مدينة الرقة شرقاً، في وقت تجدد القصف العنيف على أطراف دمشق. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن ل «فرانس برس» إن مقاتلين من الكتائب المقاتلة سيطروا أمس على مبنى الرادار في مطار «منغ» العسكري بعدما تقدموا قبل يومين في مرأب المطار الذي يخضع لحصار من «الجيش الحر» منذ أشهر ضمن معركة ما عرف ب «تحرير المطارات» في شمال البلاد وشمال غربها، وتشمل أيضاً مطاري أبو الضهور في ريف إدلب وكويرس في شمال شرقي حلب. وتابع أن اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس داخل المطار، قبل أن تقوم طائرات حربية بقصف المكان. في المقابل، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن وحدات من الجيش النظامي «تصدت لمجموعات إرهابية حاولت الاعتداء على المطار، وأن قوات الحماية صدت محاولات اقتحامه من الجهتين الشرقية والغربية. ويحاول المقاتلون المعارضون منذ أشهر السيطرة على هذا المطار المخصص للمروحيات ضمن معركة «تحرير المطارات» التي رمت إلى «تحييد» القوات الجوية ووقف قصفها للمناطق الشمالية. وبث نشطاء فيديو، أظهر خوض مقاتلي المعارضة معارك للسيطرة على «منغ» وصوراً لدبابة تحترق. وتضمن فيديو آخر لقطات لمبانٍ يتصاعد منها الدخان، إضافة إلى صور لأسلحة داخل أحد مخازن السلاح التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة. وجاء هذا في وقت أفادت تقارير بأن قوات النظام تحشد لخوض معارك لاستعادة السيطرة على مدينة حلب وريفها بعد أيام على سيطرة الجيش النظامي و «حزب الله» على مدينة القصير قرب حدود لبنان. وأفادت مصادر المعارضة بأن مقاتليها صدوا مجدداً تقدم قوات النظام في بلدة جبل معارة الأرتيق مقبلة من حي الراشدين وجبل شويحنة، مشيرة إلى كتائب مقاتلة تجمعت في ريف حلب استعداداً لخوض معارك مع الجيش النظامي. وأوضح «المرصد» أن غارات جوية استهدفت أمس بلدة السفيرة شرق حلب ومناطق تمركز قوات المعارضة في جبل شويحنة حيث قتل عناصر من الجيش النظامي في المواجهات. وفي شمال شرقي البلاد، قال ناشطون إن قوات النظام قصفت منطقتي شركة الكهرباء والرميلة في مدينة الرقة ما أدى إلى مقتل ثماني سيدات ورجل في الحي الأول وثلاثة في المنطقة الثانية. وأصيب عدد من المواطنين بجروح إثر سقوط قذيفة على شارع الكنيسة في المدينة، في وقت تجددت الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط الفرقة 17، وسط تعرض محيط الموقع لقصف جوي. وقال «المرصد» إن عدداً من أحياء مدينة دير الزور قصف أمس بالتزامن مع اشتباكات في أحياء الصناعة والرصافة والجبيلة في المدينة. وتعرضت منطقة الحولة في ريف حمص وسط البلاد، لقصف الطيران الحربي الذي شمل أيضاً أحياء حمص المحاصرة ومناطق في مدينة الرستن. وأفاد «المرصد» بأن القصف طاول قرى وبلدات كفرزيتا وقسطون والحواش وكركات في ريف حماة، كما تعرضت قرية الرامي في جبل الزاوية في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، للقصف. وعلم أن مقاتلي المعارضة استهدفوا رتلاً من قوات النظام في منطقة تقع بين بلدة محمنبل وجسر الشغور بين إدلب واللاذقية غرباً. وفي دمشق، أفاد «المرصد» بأن الطيران الحربي شن غارات على حي جوبر الذي يضم جيوباً لمقاتلي المعارضة ويشهد اشتباكات في شكل يومي. كما قصف الطيران مناطق في مدينة زملكا في الغوطة الشرقية وحي الحجر الأسود في الطرف الجنوبي لدمشق. وبث معارضون فيديو أظهر أعمدة دخان تتصاعد من الحجر الأسود وجوبر. وفي ريف درعا بين دمشق وحدود الأردن، تعرضت بلدتي داعل وكفرشمس لقصف القوات النظامية، بعدما سيطرت المعارضة على حاجز فيها وحواجز في مدينة أنخل المجاورة.