قال شهود أمس إن ما لا يقل عن 18 قتيلاً سقطوا في معارك بين فصائل صومالية متنازعة للسيطرة على مرفأ كيسمايو بجنوب الصومال. وتدور هذه المعارك بين عناصر ميليشيا «راس كامبوني» التي يتزعمها أمير الحرب الإسلامي السابق أحمد مادوبي الذي اعلن نفسه أخيراً «رئيساً» لمنطقة «جوبا لاند» في جنوب الصومال، وميليشيا افتين حسن باستو وهو أيضاً من أسياد الحرب أعلن نفسه «رئيساً» للمنطقة نفسها. وبدأت المعارك مساء الجمعة وتجددت السبت بعد توقفها خلال الليل. وقال حسن باستو للصحافيين «إن المعارك اندلعت عندما شنت قوات راس كامبوني الهجوم وحاولت توقيفي. لكن رجالي ردوا ودافعوا عني». ونقلت «فرانس برس» عن شهود ان ثمانية اشخاص قتلوا اثناء هذه المواجهات وانهم شاهدوا عدداً من الجرحى ينقلون الى المستشفى. وقال محمد فاري وهو من الشهود «رأيت ثمانية قتلى، ثلاثة منهم من المدنيين، لكن المحصلة الاجمالية قد تكون اكبر بكثير لأنه يوجد الكثير من الجرحى»، مؤكداً «أن المعارك ما زالت مستمرة ويمكن سماع اصوات اسلحة ثقيلة». وقال جمعة بيلي وهو من السكان ايضاً ان ثلاثة من جيرانه قتلوا واثنين جرحا. وأكد لوكالة «فرانس برس»: «إنها فوضى عارمة هنا والناس خائفون». لكن وكالة «رويترز» أوردت حصيلة أكبر بكثير للضحايا، مشيرة إلى مقتل 18 شخصاً. ونقلت عن سكان إن هناك 13 قتيلاً جلهم من المسلحين سقطوا في حيين شهدا أعنف المعارك في المدينة، علماً أن خمسة قتلى آخرين سقطوا الجمعة لدى اندلاع المواجهات. وقال أحد المواطنين الذين يقطنون حي كالانلي إن «ميليشا راس كامبوني تسيطر حالياً على هذا الجزء من المدينة». وأضاف هاتفياً: «السكان يدفنون قتلى الميليشيا المهزومة، في حين تدفن (ميليشيا) راس كامبوني قتلاها». وتتنازع فصائل عدة السيطرة على كيسمايو المعقل السابق للمتمردين الاسلاميين في «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وأصبحت كيسمايو اليوم قاعدة للقوات الكينية في قوة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميصوم). وتدعم القوات الكينية التي دخلت الى الصومال في 2011 سيطرة مادوبي على هذه المدينة الاستراتيجية لكن الحكومة الصومالية المركزية الضعيفة في مقديشو لا تؤيد لا لقب «الرئيس» ولا تسمية «جوبا لاند». وتدافع العشائر وأسياد الحرب عن انشاء منطقة «جوبا لاند» التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، على غرار «أرض الصومال» (صومالي لاند) في شمال غربي البلاد المستقلة في الواقع و «بونتلاند» (بلاد بنط) التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال البلاد. وقال الناطق باسم ميليشيا «راس كامبوني» عبدالناصر سرار إن قواته تسيطر كلياً على مرفأ كيسمايو. وأوضح: «سننهي المعارك قريباً جداً متى اوقفنا اولئك الذين كانوا يحضرون لهجمات». وطلب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الذي لا يتمتع بنفوذ في كيسمايو، من الطرفين وقف المعارك. والتقى الرئيسان الكيني والصومالي هذا الاسبوع وبحثا خصوصاً دور نيروبي في وضع «جوبا لاند» المنطقة الاستراتيجية التي يعتبر باطنها غنياً بالنفط والغاز واراضيها خصبة اضافة الى انتاجها الفحم النباتي بكميات مربحة. وتطل هذه المنطقة على المحيط الهندي وتقع بمحاذاة كينيا واثيوبيا.