اندلعت اشتباكات عنيفة أمس الأول بين متمردي حركة الشباب المتطرفة وميليشيا محلية في مدينة دوبلي، نقطة العبور الرئيسية في جنوب الصومال للسكان الفارين من العنف والجفاف إلى مخيمات داداب في كينيا، بحسب مقاتلين. يأتي ذلك، فيما دعت مجموعة الاتصال الدولية حول الصومال التي شكلتها الأممالمتحدة، متمردي حركة الشباب للانضمام الى عملية السلام. وفي ختام اجتماع استمر يومين في الدنمارك، وجهت مجموعة الاتصال نداء إلى المجموعة الدولية للاستمرار في المساعدة التي تقدمها إلى حوالى أربعة ملايين صومالي حلت بهم المجاعة، ويواجه 750 ألفًا منهم خطر الموت، كما تفيد إحصاءات الأممالمتحدة. وفي بيانها الختامي، دانت المجموعة «بشدة هجمات حركة الشباب على مدينتي دوبلي وغربهاري» في جنوب الصومال، ودعت المتمردين و كل القوى»الموجودة في البلاد الى التخلي عن العنف والانضمام إلى عملية السلام». وكان فتيل المعارك قد اشتعل فجر الجمعة بهجوم شنه متمردون قبل أن يضطروا إلى التراجع، كما أفاد مقاتلون. وقال قيادي في ميليشيا ازانيا المناهضة لحركة الشباب والتي تسيطر على المنطقة في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن «المعارك كانت عنيفة جدًّا ولكننا انتصرنا في النهاية». وأضاف طالبًا عدم الكشف عن اسمه أن مقاتليه «دحروا الشباب إلى خارج المنطقة». وبالإضافة إلى ميليشيا ازانيا شارك في المعارك ضد حركة الشباب ميليشيا ثانية هي «راس كامبوني» وقد دارت المواجهات بينها وبين المتمردين داخل المدينة وأوقعت العديد من الجرحى والقتلى، بحسب شهود. وقال أحد سكان المدينة ويدعى ورسام ايدل إن «المعارك كانت حقيقية للغاية وكان هناك إطلاق نار داخل المدينة. البعض يقول إن 12 شخصًا قتلوا»، مؤكدًا أنه رأى بأم عينيه أربع جثث. من جهته، أعلن المسؤول في الشرطة الكينية الإقليمية جوزف اولي سريان أن الجرحى نقلوا إلى مستشفى في مدينة ليوبي الكينية الحدودية مع الصومال. وتقع دوبلي على بعد خمسة كيلو مترات من الحدود مع كينيا، وهي تبعد حوالى مئة كيلو متر عن داداب، أكبر مجمع لمخيمات اللاجئين في العالم. ويعتقد أن كينيا تدعم ميليشيا ازانيا في مسعى منها لإيجاد منطقة عازلة على امتداد حدودها مع الصومال. وبعد انتهاء المعارك سرد قيادي في حركة الشباب رواية مغايرة لمسار الاحداث، مؤكدا أن مقاتليه اختاروا التراجع لمسافة قصيرة لأسباب تكتيكية. وقال القيادي شيخ محمد ل «فرانس برس»: إن «العدو مُنيَ بخسائر فادحة كما توقعنا وسنعود إليه في الوقت المناسب». وعلى الجهة المقابلة من الحدود شوهدت تحركات لدبابات ومروحيات كينية، في حين أعلنت الشرطة الكينية تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود.