آخر أخبار التصفيات في دوري حمى الضنك، تقول إن البعوضة تواصل الانتصارات على خمس وزارات في جدة وحققت أهدافاً بالآلاف خلال شهر. ولا تزال بعوضة «ايدس جيناتي» ممسكة بالكرة، في حين «تعكف» خمس وزارات على التشاور والاجتماعات. وبحسب استنتاجي فإن الصدمة التي أحدثها تبخر أموال ضخمة لمكافحة حمى الضنك «سدت نفس بعض الناس»، ليتم الاعتكاف بعيداً عن ساحة الملعب، ما أدى إلى سهولة تسجيل البعوضة آلاف الإصابات في مدينة جدة خصوصاً. وإذا كان هناك من يحقق في «مسيرة» أموال مكافحة حمى الضنك، أنصحه باستجواب البعوضة، صحيح البعوض يراوغ لكن لا أتوقع أنه يكذب. الواقع متأزم الآن، يكاد يصبح وباءً يحتاج إلى مواجهة بعيداً عن «العناصر» التي أسهمت في حملة الأموال المهدرة، لتجلس على دكة التحقيق، البعوضة لا تتوقف ولا علاقة لها بلجان وزارية أو أموال ذهبت في مهب الضنك. يعتقد الدكتور علي عدنان عشقي أن الغربان التي وفدت إلى جدة قبل ثلاثة عقود أسهمت في انتشار بعوضة حمى الضنك، حينما فتكت واقتاتت على الطيور الصغيرة التي كانت بدورها تتغذى على البعوض، وحاول الدكتور علي عشقي - من خلال مقالات نشرت في «الوطن» قبل سنوات - التنبيه إلى خطورة بعوضة حمى الضنك، والاهتمام بسلوكها وبيئة معيشتها، فهي تعيش على المياه العذبة والمستنقعات وبيارات الصرف الصحي. وفي جدة حالياً تنشأ بحيرة مسك جديدة بمسمى بحيرة الخمرة، لكنها هذه المرة من مياه عذبة، يقال إن الشركة «ما تعرف وين توديها»، في حين يشتكي أهل جدة من نقص مياه الشرب، وكأن هناك مشروع تربية للبعوض سيدرُّ دخلاً على المربين من دماء... وأموال مكافحة. يذكر أحد الإخوة أن بعوضة حمى الضنك عكس الأنواع الأخرى تنشط في النهار، وهذا يعني إذا افترضنا صحته أن لديها دواماً مثل بقية الموظفين، الفرق أنها مبرمجة على «الإنتاج» لا على التمصلح. وكما أننا في حاجة إلى خبراء في سلوك الحشرات، أيضاً نحن في حاجة إلى خبراء في سلوك الغربان كل أنواع الغربان، ومربط الفرس في انتشار حمى الضنك وازدياد عدد المصابين أن سببها معروف، وشكّلت لها لجنة وزارية منذ عام 2006، ورصدت لها أموال من دون نتيجة سوى مزيد من توسّع مستوطنات السيدة المصاصة «ايدس جيناتي»، وهي تلعب في الدقائق الأخيرة منتصرة، في حين يواصل الفريق الآخر الاجتماعات في المدرجات. www.asuwayed.com @asuwayed