أوضحت ل «عكاظ» رئيسة وحدة الحميات النزفية ومشرفة برنامج مكافحة نواقل المرض في الطب الوقائي في صحة جدة الدكتورة نعيمة أكبر، أن هناك ثلاثة أنواع من البعوض في جدة، وهي: (الكيولكس، الزاعجة المصرية، والأنوفيليس)، موضحة أن أكثرها انتشارا هي الكيولكس وأخطرها الزاعجة المصرية «الأيدس أيجبتاي» المسببة لمرض حمى الضنك. وأشارت إلى أن الأنواع الثلاثة من البعوض مسببة لأمراض مختلفة وخطيرة، فالكيولكس الذي يلاحظ انتشاره أكثر في كل مكان حتى المنازل يعتبر ناقلا لمرض حمى الوادع المتصدع، ولكن خطورته ضعيفة في جدة لكون فيروسه غير مستوطن، وبالتالي لا يشكل خطورة على الأهالي، أما بعوض الضنك فهو يشكل خطورة في كون وجود ثلاثة أنواع سائدة من فيروسه تمهد للإصابة بالمرض، وخصوصا مع توفر العوامل المهيأة لتكاثره ومنها بقايا مياه الأمطار، فيما يشكل بعوض الأنوفيليس أقل خطورة على جدة لكون الطفيل غير مستوطن ولم تسجل له حالات، والإصابات النادرة التي رصدت أو سجلت سابقا كانت حالات من خارج المملكة وشخصت في مستشفياتنا. ولفتت الدكتورة نعيمة إلى أن زيادة توقعات الإصابة بحمى الضنك بعد موجة الأمطار يرجع إلى دورة البعوض إلى أن يصبح قادرا على إصابة الآخرين بالمرض، وهي دورة تبدأ بثلاث مراحل هي دورة حياة البعوض من بيض ويرقة وبعوض بالغ، وهذه المرحلة قد تستغرق من 3 11 يوما، مع ضرورة توفر الماء الذي يشكل بيئة خصبة لحياته، والمرحلة الثانية هي فترة الحضانة الخارجية، بمعنى تكاثر الفيروس داخل البعوض، وتبدأ بعد أن يلدغ إنسان مصاب حامل للفيروس، وتستغرق هذه المرحلة أسبوعا إلى أن يصبح ناقلا للمرض، أما المرحلة الثالثة وهي دورة الفيروس داخل جسم الإنسان، حيث يتكاثر الفيروس في دم المريض، وتستغرق الفترة من 5 13 يوما إلى أن تظهر الأعراض على الشخص. وبينت «أن بعوض الضنك يتكاثر في تجمعات المياه النظيفة والعذبة والراكدة والضحلة، وإن كانت صغيرة مثل المياه المتجمعة حول النباتات والأشجار المهجورة، وفي المباني تحت الإنشاء وإطارات السيارات القديمة وعلب المشروبات الفارغة والمزهريات والبراميل وخزانات المياه في المساكن ومياه المكيفات الراكدة، كما لوحظ تجمع المياه العذبة الصالحة لتكاثر بعوضة الضنك في أسطح المنازل والشروفات والبدرومات، وعلى عكس بعوض الأنوفيليس الذي ينقل الملاريا والبعوض الكيولكس، فإن ذروة نشاط بعوض الضنك هي الصباح الباكر وكذلك قبل الغروب». ودعت مشرفة برنامج مكافحة نواقل المرض في الطب الوقائي، إلى ضرورة تكثيف الجهود للتخلص من بؤر توالد البعوض داخل المنازل وفي محيط المنزل، ويشمل ذلك أحواض المياه والمخلفات الصلبة، بالإضافة إلى ذلك استخدام الناموسيات وطارد البعوض في داخل المنازل، مع التأكيد على عدم استخدام أية مواد مضرة على صحة الأطفال، وفي حالة رش المنزل يفضل أن يتم الرش والخروج من البيت حتى لا تسبب الروائح أي تهيجات على صدور الأطفال والكبار، ولا سيما المصابين بالربو.