في حياته بين ظهرانينا حصل البعوض على أكبر مشروع دراسة، فشلت أمانة جدة ومن خلفها وزارة البلديات في القضاء على بعوضة واحدة تنقل حمى الضنك، ليتم تحويل المشكلة إلى حل! كيف؟ وزارة البلديات تعتزم إجراء دراسة «متكاملة» عن سلوك أربعة آلاف نوع من البعوض! الذين فشلوا في «التفاهم» مع بعوضة واحدة يرغبون في دراسة «سلوك» أربعة آلاف نوع من بنات جنسها؟ من المهم هنا معرفة نوع السلوك، كل بعوضة معلّقة بسلوك ومسلك، لكنه كما أتوقع يقود إلى اتجاه مسلك بعض بني البشر. حمى الضنك فتكت وتفتك بجدة، حتى إن عدد الإصابات بحسب مستشار أمين جدة لشؤون البيئة زاد عن 150 حالة أسبوعياً! والكل يحذر من تزايد العدد مستقبلاً، ما يرشح الضنك ليكون وباءً خطراً مستوطناً في البلاد وهو بالفعل استوطن، لأن هناك من «استثمر» فيه! بل إن جدة نفسها مرشحة لتكون عروس الضنك، حسناً... نريد من مستشار أمين جدة للشؤون المالية أن يخبرنا عن «سلوك» مئات الملايين التي رُصدت لحمى الضنك أين سلكت، وخريطة مسلكها، مئات الملايين رصدت للفتك بنوع واحد من البعوض، بقي البعوض وطارت الملايين، كم يا ترى سنحتاج للفتك بأربعة آلاف نوع بعوضي!؟ ما نعلمه أن البعوض لا يملك جيوباً ولا «مخابي»، كما لا تسمح له البنوك بفتح حسابات، وإلا توقعنا أنه تم تهجينه ليمتص المال بدلاً من الدم، هل لدينا بعوض «مُحصل» ونحن لا نعلم؟ في كل بلاد العالم يقنع البعوض بمص الدماء، في بلادنا يحلو له جمع الدم بالمال منتجاً فايروس حميات و «نفسيات». كشفت بعوضة «اييدس» الناقلة لحمى الضنك في وضح النهار عن حال المكافحة والأمانة، صمودها وتكاثرها يذكرانك بصمود الفساد، لكنه مع تزايد حالات «أسبوعياً» أرسل رسالة وخريطة «رقمية» لمن يبحث عن أساس وباء الحمى، بل كل أنواع الحميات. www.asuwayed.com