راقبت مدينة طرابلس (شمال لبنان) أمس، تنفيذ الجيش اللبناني خطته الامنية التي استكملها بحذر ووعده بالتعامل «بكل قوة وحزم مع مصادر النيران ومع جميع المظاهر المسلحة الى أي جهة انتمت، لقمع أيدي التخريب والفتنة»، وذلك بعد مضي اقل من 24 ساعة على إمهال فاعليات المدينة السلطات الرسمية 48 ساعة لانهاء الحال الامنية السائدة منذ اسابيع والتهديد بأن المدينة «ستدافع عن نفسها بنفسها». وسجل الهدوء على مختلف محاور القتال وتراجعت عمليات القنص مع تسجيل بعض الخروق المحدودة المتمثلة بإطلاق أعيرة نارية متفرقة، في وقت عملت وحدات الجيش على تعزيز انتشارها في جبل محسن صباحاً وعززت بعد الظهر اجراءاتها في باب التبانة. وأوضحت قيادة الجيش في بيان صادر عن مديرية التوجيه كيفية تعامل الجيش مع ما حصل في المدينة وبالتالي ردت على حملة الانتقادات التي وجهت الى المؤسسة العسكرية، وجاء فيه: «خلال الأحداث التي شهدتها طرابلس، آثر الجيش على نفسه معالجتها بحكمة وصبر ودقة، بالتزامن مع افساح المجال لفاعليات المدينة لمنع الاستغلال السياسي والحد قدر الامكان من سقوط ضحايا أبرياء، إلا أن الشروط والشروط المضادة التي وضعتها تلك الفاعليات، وإمعان المجموعات المسلحة من مختلف الاطراف في العبث بأمن المدينة والتعدي على مراكز الجيش والعسكريين العزل المنتقلين من مراكز عملهم وإليها، أدت الى تصعيد الموقف وزاد عدد الشهداء والجرحى، في حين انبرى سياسيون لإطلاق حملة افتراء ضد الجيش وتوزيع الاتهامات من دون وجه حق». وأكدت القيادة «أنها ستتخذ بنفسها كل الاجراءات الحاسمة، وبمنأى عن التدخلات السياسية، لوضع حد لما يجري في طرابلس»، ودعت «المواطنين الى التجاوب الكامل مع التدابير التي بدأت وحدات الجيش تنفيذها تباعاً»، واضعة «الجميع أمام مسؤولياتهم لجهة الحفاظ على أمن المواطنين، وسلامة القوى العسكرية الموكلة تنفيذ المهمة، والتي ستتعامل بكل قوة وحزم مع مصادر النيران ومع جميع المظاهر المسلحة الى أي جهة انتمت، لقمع أيدي التخريب والفتنة التي لم تعد تسيء الى المدينة فحسب بل الى لبنان بأسره». اجتماع في بعبدا كان الوضع الامني في طرابلس محور اجتماع عقد امس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي. واطلع سليمان على الواقع الأمني في عاصمة الشمال وخطة الانتشار التي ينفذها الجيش وإزالة الدشم والمتاريس التي بدأت منذ ليل اول من امس، لضبط الوضع بصورة شاملة، وانضم الى الاجتماع بعض الضباط المسؤولين ميدانياً. ووضع العماد قهوجي الحضور في اجواء البيان الصادر عن قيادة الجيش. وأكد سليمان وميقاتي، وفق بيان المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري «دعمهما خطة قيادة الجيش لإعادة الوضع الى طبيعته في طرابلس ومحيطها». وقال ميقاتي ل «الحياة»: «سألنا قيادة الجيش إذا كان هناك من ضرورة أو حاجة لدعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد بصورة استثنائية أو المجلس الأعلى للدفاع لتأكيد القرار السياسي المعطى لوحدات الجيش المنتشرة في طرابلس، خصوصاً في مناطق التوتر لضبط الأمن وإعادة الاستقرار إلى المدينة والتصدي لكل المحاولات الرامية للإخلال بالأمن، وكان جواب قيادة الجيش أنها ليست في حاجة إلى قرار سياسي من جهة، أو إلى توفير الغطاء السياسي لأن الجيش مغطى بالكامل، وأن الأوامر معطاة لوحداته المنتشرة في طرابلس بالحفاظ على الأمن بصورة عادلة ومتوازنة وأن لديها خطة بوشر تنفيذها». وأكد ميقاتي أن «القيادة أطلعتنا على الخطة التي يجرى تنفيذها حالياً». وقال: «كما سألنا القيادة عن حاجاتها فأكدت أن وحدات الجيش على أتم الجاهزية». وأمل ميقاتي من الجميع التعاون مع الجيش وأن لا تكون هناك جولات جديدة. وقال إن «الجيش سيرد من دون أي تردد أو مراعاة على مصادر إطلاق النار من أية جهة أتت لأن من حق أبناء مدينتنا العيش بهدوء واستقرار بعد المعاناة التي حلت بهم ولا عودة إلى الوراء». ومن المقرر ان يعقد اليوم في منزل النائب الطرابلسي محمد كبارة اجتماع للجنة المتابعة في المدينة لتقويم الخطوات المتخذة.