على رغم فارق الإمكانات والخدمات بين فنادق جدة الساحلية ومثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، فإن فنادق جدة تتفوق في أسعارها، في حين لم تقدم ردود المستثمرين في قطاع الإيواء ومسؤولي الهيئة العامة للسياحة والآثار في حديثهم ل«الحياة»، إجابات مقنعة لأسباب هذا التفاوت في الأسعار. ورصد استطلاع أجرته «الحياة» على عدد من فنادق جدة ومثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، تفاوتاً كبيراً بين أسعار غرف الفنادق فئة الخمس نجوم في جدة، مقارنة بمدينة دبي من حيث السعر، وما يقابله من خدمات، فعلى سبيل المثال، فإن تكاليف الإقامة في فندق قصر الشرق المطل على ساحل البحر الأحمر تبلغ 5650 ريالاً لليلة الواحدة، أما هيلتون جدة فسعر الليلة الواحدة لغرفة فردية فيقدر ب1500 ريال، وفي الإنتركونتيننتال، فيبلغ 1360 ريالاً، وفي شيراتون جدة 1265 ريالاً للغرفة المطلة على البحر، أما غير المطلة على البحر فيبلغ سعر الليلة الواحدة فيها 1090 ريالاً، وفي فندق كراون بلازا، فإن سعر الليلة الواحدة يبلغ 1150ريالاً، والماريوت 845 ريالاً، وراديسون ساس 960 ريالاً، والمريديان 900 ريال. وفي المقابل، نجد في مدينة دبي أن سعر الغرفة في فندق برج العرب المسمى بفندق سبع نجوم يبلغ 5600 ريال، بانخفاض 60 ريالاً عن قصر الشوق، في حين يبلغ سعر الجناح في فندق كمبنسكي دبي الذي يحتوي غرفة نوم لشخصين مع صالة لليلة واحدة 4765 ريالاً مع الإفطار، ما يعني أن سعر الغرفة في فندق قصر الشوق في جدة يزيد بنسبة 18.5 في المئة على سعر الجناح في كمبنسكي دبي، في حين يزيد سعر الغرفة في قصر الشوق على نظيرتها في كمبنسكي بنسبة 269 في المئة. كما يزيد سعر فندق قصر الشوق في جدة على سعر قصر الإمارات في أبو ظبي المطل على الخليج العربي، إذ يبلغ سعر الغرفة في الأول 3500 ريال، ما يعني أن سعر قصر الشوق أعلى من قصر الإمارات بنسبة 61.4 في المئة. كما تشير أسعار الفنادق الأخرى فئة خمس نجوم في دبي وأبو ظبي إلى أنها أقل كثيراً من نظيراتها في جدة، فسعر الغرفة في فندق رافلز في دبي لليلة واحدة يبلغ 1322 ريالاً، وشيراتون دبي 919 ريالاً. ولم تختلف الحال في مدينة الكويت الساحلية، إذ إن سعر غرف الفنادق فئة خمس نجوم والمطلة على البحر يصل إلى 1540 ريالاً، وفي فندق موفنبيك الكويت 1330 ريالاً، أما في الدوحة، فإن أسعار فنادق الخمس نجوم لا تتجاوز 1000 ريال لليلة الواحدة مثل فندق ريزيدنس كمبنسكي الدوحة، و952 ريالاً سعر الغرفة في فندق غراند حياة الدوحة، و525 ريالاً في فندق غراند ريجنسي الدوحة، و633 ريالاً لفندق سانت لويس، وتنتهي ب386 ريالاً في فندق ريتاج الدوحة. ويؤكد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة مكةالمكرمة محمد العمري، أن الهيئة ضبطت أربعة آلاف مخالفة في الأسعار في مدينة جدة (فنادق وشقق مفروشة)، وتمت إحالة جميع تلك المخالفات للجنة مركزية متخصصة في هذا الشأن بالهيئة لمراجعتها وإصدار العقوبات. وأوضح أن الهيئة أنهت كل استعداداتها لخدمة الزوار والسياح القادمين لجدة خلال صيف هذا العام، وبدأت المواقع السياحية والمدن الترفيهية في استقبال المصطافين من جميع المحافظات والمناطق، خصوصاً هذه الأيام بعد انتهاء فترة الاختبارات المدرسية. وحول ارتفاع الأسعار قال العمري: «الهيئة تلزم كل مرافق الإيواء السياحي بإعلان الأسعار المعتمدة من الهيئة في مكان بارز في الاستقبال، وفي حال ضبط أية منشأة لا تضع هذه الأسعار، يتم تطبيق العقوبة النظامية وفق نظام الفنادق ولوائحه التنفيذية، مع مراعاة أن النظام لا يسمح للمستثمر بزيادة السعر وفق ما يريد، ولكن بنسبة لا تزيد على 50 في المئة في المواسم، مقارنة بالسعر الممنوح له طوال العام». وأضاف: «اعتمدنا خطة الفرق الميدانية في جدة، خصوصاً قطاع الإيواء الذي يشمل الفنادق والوحدات السكنية المفروشة، وذلك عن طريق تبني العمل الجماعي بين كل من الهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة جدة والغرفة التجارية في جدة». وأشار إلى أن موسم الصيف يمثل فترة الذروة في أعداد القادمين والزائرين لجدة، وتصل نسبة إشغال الفنادق إلى أكثر من 80 في المئة. وحول اشتراطات تصنيفات دور الإيواء وتحديد أسعارها، قال العمري: «هيئة السياحة بدأت منذ تسلمها قطاع الإيواء السياحي في وضع خطة لتطوير هذا القطاع، ودعم مجالات الاستثمار فيه، ومن أبرز برامج هذه الخطة بدء تطبيق تصنيف جديد للفنادق والوحدات السكنية المفروشة بنظام النجوم، وتم إعداده وفقاً لأحدث المعايير العالمية المطبقة في هذا المجال، إذ عمل هذا التصنيف الجديد على الارتقاء بمستوى قطاع الإيواء». ولفت إلى أن الهيئة نفذت مشروع تدشين المرحلة الثانية لإعادة تصنيف فنادق الخمس والأربع والثلاث نجوم، وتشمل 40 فندقاً في مختلف محافظة جدة، إذ تطبق الهيئة خططها التفتيشية على الفنادق من خلال تجهيز فرق تفتيش مؤهلة لتقويم مدى التزام منشآت الإيواء السياحي باشتراطات التراخيص الممنوحة لها من الجهات ذات الاختصاص. وأكد العمري أن الهيئة تمنح المنشآت السياحية فرصاً لتحسين وتصحيح خدماتها، داعياً المواطنين والمقيمين إلى الإبلاغ عن أية مخالفات، مشدداً على أن الهيئة تتعامل بجدية مع أي شكوى تصلها، وتعمل على إيجاد حل سريع للشكاوى، والتواصل مع أصحابها، إذ إن الشكاوى تعتبر عنصر تقويم وضبط للجودة، مؤكداً تواصل حملات التفتيش على دور الإيواء.