يعيش سكّان مدينة كيسمايو، عاصمة أحدث «دويلة» صومالية بجنوب البلاد، حال شك تغذيه توترات نابعة من خلافات شديدة بين قادة إدارة «أرض جوبا» الذين أعلنوا إنشاءهم نظاماً محلياً خاصاً بمناطقهم في 15 من الشهر الجاري وبين مقديشو التي تعارض الفكرة برمتها. واشتدت خلافات الطرفين بعدما دعت مجموعة «إيغاد» الإقليمية قبل أيام الحكومة الصومالية إلى عقد مؤتمر مصالحة في الوقت المناسب - وباستشارة الجهات المعنية - لرسم خريطة لتشكيل إدارة إقليمية دائمة في مناطق جوبا وفق نصوص الدستور الصومالي. وبينما رحبت الحكومة الصومالية بموقف دول «إيغاد»، إلا أن إدارة «أرض جوبا» الجديدة عارضته بشدة. بل إنها رأت أن قرار «إيغاد» ما هو إلا دعوة للحكومة إلى لعب دور في إنجاح عمل الإدارة، وهو أمر يقول مسؤولو «أرض جوبا» إنهم دعوا مقديشو للقيام به سابقاً لكنها رفضته. ودعت إدارة «أرض جوبا» الحكومة في مقديشو إلى الاعتراف برئيسها أحمد محمد إسلام، المعروف بأحمد مدوبي، وإلا فإن مسؤولي الإدارة سيوقفون تعاونهم مع مقديشو. وقال الناطق باسم إدارة «أرض جوبا»، عبدالناصر سيرار، إن «لا عودة إلى الوراء. انتخب رئيس ونتوقع أن نكوّن برلماناً ونواصل المشوار. ولذا لا يمكن بدء العملية من جديد». وأضاف: «ندعو الحكومة الصومالية إلى قبول رغبات المواطنين في أرض جوبا. ولكن إذا لم تفعل ذلك، فإننا لن نتعاون معها». وجاءت دعوة تجمع «إيغاد» الجديدة بعد تسلّم هذه الهيئة الإقليمية في شرق أفريقيا تقريراً الأسبوع الماضي من فريق بعثتها إلى كل من مقديشو وكيسمايو بهدف تقويم الوضع وتقديم تقرير إلى رؤساء الدول الذين التقوا يوم الجمعة الماضي على هامش القمة الأفريقية التي عقدت في العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا. ووفق التقرير الذي حصلت «الحياة» على نسخة منه، ركّزت مهمة الفريق على خمسة أسئلة: 1) ما إذا كانت عملية «أرض جوبا» شاملة وشارك فيها الجميع أم لا؟، 2) ما إذا كانت العملية أنجزت بطريقة تساعد في الجهود المشتركة لمكافحة حركة الشباب، أم لا؟، 3) ما إذا كانت مجموعة «إيغاد» قد لعبت دوراً داعماً فيها، أم لا؟، 4) ما إذا كانت الحكومة الصومالية قادت العملية، أم لا؟، 5) ما إذا كانت العملية أنجزت وفقاً لروح الدستور الاتحادي الصومالي، أم لا؟. وطعن الفريق بشمولية العملية التي قال إن دور الحكومة كان غائباً عنها، داعياً مسؤولي إدارة كيسمايو إلى الذهاب إلى مقديشو والحوار مع الحكومة الاتحادية في ما يتعلق بإنشاء إدارة إقليمية موقتة. ودعا الفريق أيضاً الأمانة العامة لتجمع «إيغاد» إلى تقديم الدعم الفني للحكومة الصومالية كالمساعدة التقنية حول الفيديرالية، وعن النظام غير المركزي.