أُنشئت في الصومال أحدث ولاية إقليمية تدعى «أرض جوبا» أو «جوبا لاند» وانتخب لقيادتها شيخ أحمد محمد إسلام، الإسلامي السابق والحليف الحالي لكينيا، في خطوتين ستثيران على الأرجح غضب المسؤولين في مقديشو وقد تساهمان في توتير علاقتهم مع كينيا المجاورة. ورحّب الناطق باسم الجيش الكيني، سيرس أوغونا، في تصريح مقتضب إلى «الحياة»، بالعملية التي أدت إلى انتخاب إسلام، قائلاً: «أعتقد أنه شيء يستحق التصفيق» لأن ذلك نتاج جهود الشعب الصومالي. إلا أن الحكومة الصومالية «تأسفت بشدة لكيفية تضليل مصير ساكني مناطق جوبا وكيسمايو»، مضيفة في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء عبد فارح شيردون: «لا يمكن للحكومة الصومالية أن تعترف برئيسين لإدارة جوبا». وكان بري آدم شيري، المعروف ببري هيرالي (أي «بري الأصلع»)، وهو أمير حرب سابق سبق له أن حكم كيسمايو لسنوات عدة قبل إطاحته على أيدي حركة «الشباب»، قد أعلن من جانبه أنه الرئيس المنتخب لإدارة كيسمايو وذلك بعدما شاع نبأ اختيار إسلام المعروف بأحمد مدوبي (أي أحمد الأسود). ويعتقد كثيرون أن «الأصلع» هو مشروع مقديشو وهدفه تمييع المحاولة الكينية والإثيوبية - وبغطاء تجمع «إيغاد» الإقليمي - بتأسيس إدارة حليفة لكينيا في المناطق المجاورة لكينيا التي تضررت كثيراً من تسلل مقاتلي «حركة الشباب المجاهدين» إلى حدودها. ومنذ شهور اندلعت خلافات علنية بين رؤساء إدارة مدينة كيسمايو الساحلية، التي قادها «الأسود» منذ إخراج «الشباب» من المدينة في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، وبين الحكومة في مقديشو. ويتمحور خلاف الطرفين حول كيفية تعيين إدارة لهذه المدينة التي أضحت، في نظر البعض، «كركوك الصومال» نظراً إلى حدة الخلافات حولها. وكشف رئيس الوزراء الصومالي عبد فارح شيردون بعد زيارة قام بها إلى كيسمايو في آذار (مارس) الماضي أن ما تمخض من اجتماع ممثلي العشائر في كيسمايو - الذي أسس أخيراً «ولاية جوبا» وانتخب «الأسود» رئيساً لها - «لا يؤدي إلى (إنشاء) إدارة رسمية معترف بها» لأن «دور» الحكومة كان غائباً عنه.