أكد المشاركون في المؤتمر الدولي الأول حول دور الغابات في الأمن الغذائي والتغذية هذا الشهر في روما، والذي عقدته منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، أن على الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص الالتزام بضمان مساهمة الغابات ونظم الزراعة الحرجية والأشجار في الأمن الغذائي والتغذية وتدعيم هذه المساهمات. ويعتمد الملايين في كل أنحاء العالم على الغابات كمورد لمعيشتهم، مباشرة من خلال الاستهلاك وبيع المواد الغذائية التي تنتجها الغابات، أو غير مباشرة من فرص العمل والدخل والخدمات التي تتيحها النظم الأيكولوجية الحرجية والتنوّع الحيوي لمواردها. وعلى مدى آلاف السنين ظلّت أغذية الغابات، مثل الأوراق النباتية والبذور والجوز والعسل والثمار والفطر، والحشرات والحيوانات البرية، مكوّنات مهمّة في الحمية الريفية. والمقدّر أن حوالى 2.6 بليون شخص يعتمدون على حطب الوقود، ومنه الفحم من لدن الغابات لطهو غذائهم اليومي. حوافز لصغار المنتجين الحرجيين ووافق المشاركون في المؤتمر الدولي على أن صغار المنتجين في الغابات يجب أن يتلقّوا تشجيعاً ودعماً لتعزيز مشاركتهم في أنشطة الزراعة الحرجية، وغرس الأشجار، والتربية النباتية، ومعالجة منتجات الأخشاب، وتقديم الخدمات البيئية. وثابت أن القروض الصغرى المقدّمة للمشاريع الحرجية المحدودة والمتوسطة الحجم ولّدت في حالات كثيرة، مكاسب على أصعدة الدخل الأسري والصحة العامة والتغذية، وقادت إلى النهوض بنوعية الحياة في المناطق الريفية خصوصاً حين قدِّمت إلى النساء. تحسين الإفادة من الأشجار والأراضي ونظراً إلى المكاسب الاقتصادية والبيئية الكبيرة الممكنة من ضمان الحيازة الآمنة للأراضي، فإن حيازة الأشجار تنطوي بالمثل على تحسينات كامنة أساسية للنهوض بإدارة الأراضي. وشدّد المؤتمر على الحاجة إلى تحسين حقوق استخدام الأشجار والأراضي، بغية تهيئة حوافز مهمة في حالة المزارعين للعمل في مجالات الزراعة الحرجية، مثلاً من خلال تطبيق جملة الخطوط التوجيهية الطوعية للحوكمة المسؤولة في حيازة الأراضي، والثروات السمكية والغابات، والتي اعتمدتها أخيراً لجنة الأمن الغذائي العالمي (سي إف إس) لدى المنظمة. وأبرز المؤتمر العالمي الدور الضروري لخدمات النظم البيئية التي تتيحها الغابات والأشجار للإنتاج الزراعي، وتتضمّن حماية الموارد المائية والتربة، والمساهمة في عمليات نمو التربة، منها زيادة خصوبتها، وتلطيف المناخ، وتوفير الموائل الطبيعية للملقّحات الطبيعية ومفترسات الآفات الزراعية. وتساعد الأهوار الحرجية وغابات المانغروف (القرام) في حماية السواحل من الفيضانات والسيول، على نحو يعزز استقرار الإنتاج الغذائي في الأراضي الساحلية. وتنهض الغابات بأدوار حيوية أيضاً في مصايد أسماك الروافد النهرية والمصايد الساحلية الضحلة، والتي غالباً ما تشكل أهمية فائقة للمجتمعات المحلية الفقيرة. كما تتيح الغابات الجبلية خدمات بيئية حاسمة، مثل المياه العذبة «ذات النقاء الأزرق اللون» والتي تتوقف عليها حياة المجتمعات المحلية الحرجية في اتجاه الدفق المائي وغيرها من التجمعات السكانية. تعاون القطاعات وأوصى المؤتمر الدولي بضرورة التنسيق القطاعي المشترك في ما بين السياسات القطاعية ذات العلاقة، ومنها تلك المتعلقة بالزراعة والغابات والأشجار، إلى جانب سياسات الأمن الغذائي والتغذوي على أن يصبح أصحاب الحصص جميعاً، من المجتمعات المحلية المعتمدة على الغابات إلى الوزارات المختصة، طرفاً فعلياً مشاركاً في تطويرها وفي مختلف تنظيماتها التطبيقية. وشارك في المؤتمر الذي عقدته «فاو»، أكثر من 400 طرف بما في ذلك الحكومات وهيئات المجتمع المدني وممثلو المجتمعات المحلية ومندوبو الأطراف المتبرعة والوكالات الدولية، في أكثر من 100 بلد. وحضّ المشاركون المنظمة على الترويج لتوصيات المؤتمر في إطار الجلسات المقبلة للجنتَي الأمن الغذائي العالمي والغابات لديها، إضافة إلى المؤتمر الدولي الثاني حول التغذية.