اعتمدت «هيئة الموارد الوراثية» لدى «منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة» (فاو) في نهاية الأسبوع الماضي، أول خطة عمل عالمية لصون الموارد الوراثية للغابات واستخدامها المستدام وتنميتها. وطلبت الهيئة من «فاو» تطوير استراتيجية تطبيق لخطة العمل الجديدة لضمان تعبئة موارد مالية كافية لوضع الخطة في التنفيذ، وخصوصاً لمساندة البلدان النامية. وتشير بيانات إلى أن تقدير أعداد الأنواع الشجرية في كل أنحاء العالم يتراوح ما بين 80 ألف ومئة الف نوع، وتشدد على أن نظم الغابات البيئية تبقى مثابة ملاجئ ضرورية للتنوّع البيولوجي، إذ يُخصص 12 في المئة من غابات العالم لحماية التنوع الحيوي. وتتوقف المساهمة الناجحة للغابات والأشجار في مواجهة تحديات الأمن الغذائي واحتواء الفقر والتنمية المستدامة اليوم ومستقبلاً، على مدى ثراء التنوع الوراثي المتأصل في الأشجار وفي ما بين المجموعات الشجرية. ويؤدي التنوع الوراثي دوراً لا غنى عنه لبقاء أشجار الغابات حيّة ولتعزيز قدرتها على التكيّف والتطور في ظل تغيّر الأحوال البيئية، مثلما يحفظ حيوية الغابات ويعزز مرونتها إزاء حالات الإجهاد الناجمة عن الآفات والأمراض. وتبرز الحاجة إلى التنوع الوراثي لعمليات الانتقاء وبرامج تدجين الأنواع البرية والتربية النباتية الاصطناعية لتطوير الأنواع القادرة على التواؤم، أو لتعزيز الخصائص المفيدة. وفي كثير من البلدان، يتوقع أن تتأثر فرص التنمية المستدامة في المناطق الريفية بحال التنوع الوراثي للنظم البيئية والأنواع الحرجية. وتشير الهيئة إلى ضرورة تركيز جهود «إدارة الموارد الوراثية الحرجية» على نحو مستدام، على المستويات الدولية والوطنية إلى مصادر المعلومات الموثوقة والمتناسقة. وتشكل التقارير القطرية عن حالة موارد الغابات الوراثية التي طوِّرت وفق الخطوط التوجيهية لمنظمة «فاو»، المصدر الرئيس للمعلومات المقارَنة في هذا المجال، وتمثل أيضاً قاعدة البيانات الأساسية لتحديد مجالات العمل وأولوياته. وتتضمّن مجالات الأولوية الرئيسيّة للعمل تحسين توافر المعلومات حول موارد الغابات الوراثية وإمكانات الحصول عليها إلى جانب تطوير استراتيجية عالمية لصونها والاستخدام المستدام وتطوير الموارد الوراثية الحرجية وإدارتها، إضافة إلى إرساء السياسات ذات العلاقة والهياكل القانونية لدمج الاعتبارات الرئيسية المتعلقة بالإدارة المستدامة للموارد الوراثية الحرجية.